السياسة الخارجية العراقية-ترصين مكانة العراق الدولية

2018-01-08

السياسة الخارجية العراقية-ترصين مكانة العراق الدولية

المؤتمر العلمي السنوي لقسم الدراسات السياسية والاستراتيجية


(السياسة الخارجية العراقية-ترصين مكانة العراق الدولية)
المؤتمر العلمي السنوي لقسم الدراسات السياسية والاستراتيجية
بيت الحكمة19 كانون الأول 2017


ترصينا لمكانة العراق الدولية عقد قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية مؤتمرة العلمي السنوي (السياسة الخارجية العراقية-ترصين مكانة العراق الدولية) في بيت الحكمة بتاريخ 19 كانون الاول 2017 ،وذلك بمشاركة نخبة من الاكاديميين المتخصصين في السياسة الخارجية وفي مجال العلوم السياسية .وقد افتتح المؤتمر الدكتور احسان الامين رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة الذي رحب بالباحثين والمشاركين في هذا المؤتمر الذي ينعقد في مرحلة دقيقة من تاريخ العراق المعاصر بحضور نخبة مهمة من أساتذة الجامعات والدبلوماسيين والاختصاصيين في الشؤون الدولية لتداول الأفكار والآراء حول السياسة الخارجية العراقية وسبل الارتقاء بالدور الدبلوماسي العراقي من أجل المساهمة الفاعلة في عملية النهوض والبناء وسط تحديات داخلية وخارجية كبيرة تحتاج الى تكاتف كل الجهود الخيرة لاستعادة العراق دوره المتميز في المنطقة ويتمتع بعلاقات طيبة مع كافة جيرانه ودول العالم .
ان هذا الانتصار الكبير يؤشر انعطافه مهمة في تاريخ بلادنا ودافعاً مهماً لتعاون الجميع من أجل أعمار ماخربته قوى الارهاب وتنفيذ خطط تنموية شاملة تهدف للنهوض بالعراق وترصين مكانته التاريخية من خلال سياسة خارجية تعتمد التعاون في مجال التنمية الشاملة اساساً لعلاقات ايجابية جديدة لمنطقة الشرق الاوسط في اطار المبادرة الشاملة التي عرضها السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي .
وأكد السيد رئيس مجلس الأمناء إن أهم خطوات تمتين وترصين مكانة العراق هو الحفاظ على الثوابت الوطنية للعراق وفي مقدمتها حفظ وحدة العراق واستقلاله وسيادته الكاملة وحقوقه ومصالحة وكذلك حفظ كرامة العراق والعراقيين والدفاع عن حقوقهم في الداخل والخارج ولا ننسى ايضاً الالتزام بالقيم والمثل الانسانية في العدل والانصاف ونفي الظلم والعدوان والمساواة وعدم التمييز وارساء التعاون البناء بين مختلف الشعوب العالم من اجل سلامة هذا الكوكب .
وقد ترأس جلسة المؤتمر الاستاذ الدكتور محمود علي الداود مشرف قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية ،وكان الاستاذ الدكتور محمد حاج حمود المستشار في وزارة الخارجية اول المتحدثين وذلك لمكانتة وخبرته في العمل الدبلوماسي بوزارة الخارجية العراقية اذ تطرق في بحثه عن العزلة التي شهدها العراق خلال حقبة النظام السابق وما الت اليه من مآسي اضرت بالشعب وبمكانة العراق الدولية وسببت تدهور واضح لاوضاع العراق الاقتصادية، ومن اجل انجاح سياسة العراق الخارجية تطرق الى مجموعة من  العوامل نذكر منها لابد من وجود وضع داخلي موحد ورصين ،فالمفاوض الدولي لابد ان يكون مسنود من نظام سياسي موحد وفعال ،فالمماحكات والخلافات السياسية الداخلية تضعف من موقف المفاوض ،كما يرى اهمية اتفاق المجتمع على خطوط عريضة لتحديد المصالح الوطنية العليا لتكون اهدافا لنشاط السياسة الخارجية وفي الدفاع عنها فلا يجوز التفريط بالاقليم او بالحدود او بالمياه مثلا، واهم شرط وضعه الحاج الحمود لنجاح سياسة العراق الخارجية هو وجود سياسة خارجية ثابتة والسير على نهج تلك السياسة بشكل منظم بالشكل الذي يضمن نجاح تلك السياسة.اما مستشار وزارة التعليم العالي الاستاذ الدكتور صلاح عبد القادر النعيمي فقد اكد في بحثه الموسوم(دور العلاقات الثقافية للتعليم العالي والتواصل مع المنظمات الدولية في دعم السياسة الخارجية العراقية )على اهمية توثيق العلاقات العلمية والثقافية وتطويرها بين العراق والدول الاجنبية عبر رصد التطورات العلمية والتربوية والفنية والثقافية في البلد الذي تعمل فيه الدائرة الثقافية، استقطاب الكفاءات العلمية العراقية والعربية المغتربة وحثها على الاسهام في نهضة العراق العلمية،كما حث في بحثه على اهمية ان يراعى عند فتح الدوائر الثقافية في البلدان العربية والاجنبية،مدى التطور العلمي والتقني والتكنولوجي لذلك البلد ،وجود المنظمات الدولية او الاقليمية او العربية ذات العلاقة ،ويؤكد في بحثه دأب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ولاسيما بعد عام 2003 على الانفتاح للتعامل مع المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة والمنظمات الدولية للجهات المانحة،تعزيزا لدور العراق في الساحة الدولية والسياسة الخارجية.
(نحو سياسة خارجية عراقية رشيدة)بحث القاه الاستاذ الدكتور صالح عباس الطائي،والذي انطلق فيه من فرضية مفادها ان الوحدة السياسية الدولية التي تروم القيام بفعل سياسي خارجي فاعل ومؤثر (رشيد)ينبغي ان تكون أمنة ومستقرة ،وتمتلك نسيج اجتماعي متماسك. فضلا عن موارد مادية ومعنوية تؤهلها لاتخاذ قرارات خارجية تحقق مصلحتها الوطنية.وفي مجال علاقات العراق الخارجية فقد اكد اللواء الركن المتقاعد الدكتور عماد علو مستشار المركز الاوربي لمكافحة الارهاب في بحثه الموسوم (السياسة الخارجية العراقية ازاء تركيا بين ارهاصات الحاضر وافاق المستقبل)،ان خيارات العراق الاستراتيجية في اقامة اوثق العلاقات مع الجمهورية التركية كثيرة وفي مقدمتها الاستثمار والتجارة والنواحي العلمية والتعاون المائي.فضلا عن التعاون الامني والعسكري بين البلدين من اجل الحفاظ على امن واستقرار المنطقة خصوصا وان العراق اصبح مؤهلا للعب دور مهم في امن واستقرار المنطقة.اما الاستاذ الدكتور ستار جبار علاي وفي معرض حديثه عن (العلاقات العراقية الايرانية)،يجد ان البلدين بدأ مرحلة جديد من التفاعلات السياسية والاقتصادية والامنية ولاسيما بعد عام 2003 ،ويرى الدكتور ستار ان العراق لن تكون له سياسة خارجية فاعلة وتحديدا مع دول الجوار الا اذا تمكن من حل وتسوية خلافاته التي تشكل عائقا كبير مثل اقتسام السلطة والاراضي والطاقة.وتطرقت الوزير المفوض جوان حسن توفيق معاون مدير دائرة اوروبا في وزارة الخارجية العراقية في بحثها الموسوم (الاتحاد الاوربي والعلاقة مع العراق-نظرة عامة)،الى اتفاقية الشراكة والتعاون بين العراق والاتحاد الاوربي ،حيث تبنى الاتحاد الاوربي تطبيق مبدأ سيادة القانون واحترام حقوق الانسان في العراق من خلال انشاء بعثة الاتحاد الاوربي لسيادة القانون في العراق ،وذكرت عدد الجولات التي عقدت بين العراق والاتحاد الاوربي والتي تم التوصل من خلالها الى صيغة تعاقدية بين العراق والاتحاد الاوربي للتعاون في المجال التجاري والاستثماري.ومن المواضيع المهمة التي طرحت في المؤتمر (دور العراق في التعاون الدولي لمكافحة الارهاب) للدكتور حسين علاوي من كلية العلوم السياسية – جامعة النهرين،والذي اكد على اهمية ان تلعب وزارة الخارجية العراقية دورا كبيرا في الخطاب الخارجي لمكافحة الارهاب،اما الاستاذ الدكتور عبد السلام ابراهيم بغداد فقد وضح في بحثه الموسوم(العلاقات العراقية الافريقية) ان تلك العلاقات لازالت قاصرة ومحدودة الافق وهذا لا يتعلق بالجانب السياسي والاقتصادي حسب،وانما بالابعاد الاخرى من ثقافية واجتماعية ،مما اثر ذلك على طبيعة العلاقات الدبلوماسية بين العراق والدول الافريقية ،سواء من خلال عدد السفارات الافريقية الموجود في العراق والتي لا تتجاوز الاربعة سفارات فقط،وعليه يرى اهمية توثيق العلاقات مع الدول الافريقية القريبة جغرافيا من العراق لاسيما مع دول شرقي افريقيا ،وفتح مركز افريقية في العراق ،فضلا عن اقامة معارض تجارية عراقية افريقية ،وانشاء لجان تختص بتوثيق العلاقات بين العراق والدول الافريقية.وتطرقت الدكتورة همسه قحطان خلف في بحثها الموسوم(دور الدبلوماسية الشعبية في دعم السياسة الخارجية العراقية)،الى ان العراق شهد غيابا تاما لدور الدبلوماسية الشعبية منذ تأسيس الدولة العراقية ،فضلا عن ما عاناه العمل الدبلوماسي الحكومي من اخفاقات عديدة سواء في الفترة التي سبقت عام 2003 او بعدها اذ لم يكن بمستوى التحديات التي تواجه العراق والنظام السياسي الجديد،لذا فهي ترى ضرورة انتباه الحكومة العراقية ووزارة الخارجية الى مسالة تنشيط وتفعيل الدبلوماسية الشعبية ولاسيما مع وجود جاليات عراقية منتشرة في انحاء العالم وتتمتع بكفاءات هائلة وتمارس فعاليات ثقافية وسياسية.في حين رأت الدكتورة شذى زكي حسن في موضوعها(علاقات العراق الراهنة مع دول جنوب شرق اسيا ..الفرص والتحديات)، ان التعاون العراقي الاسياني في الوقت الراهن له اهمية خاصة وتحديدا مع المسلمة منها،فقد تسعى الاسيان الى تعزيز حضورها في القطاعات الانتاجية للنفط في العراق،وتبين في دراستها ان سياسة الاسيان تجاه العراق تخضع لسياستها العامة الداعية الى بناء بيئة استقرار وسلام دولية.اما معاون عميد معهد الخدمة الخارجية الاستاذ الدكتور ياسر عبد الحسين فيوضح في بحثه الموسوم(نحو صناعة عقيدة دبلوماسية )اهمية اعادة صناعة للدبلوماسية نفسها ،فلايمكن للدبلوماسية ان تواجه التحديات الجديدة بالمهارات القديمة ،وهنا تبرز مهمة الدبلوماسيين المحترفين اذ ربما تحتاج فيها الى آنسنة الدبلوماسية بشكلها المعولم.واوضح الاستاذ الدكتور عماد الشيخ داوود في موضوعه (الدبلوماسية البرلمانية)، ان الدبلوماسية البرلماني تعتمد في ظهورها على امرين الاول الجهات الفاعلة واهمها البرلمانيون ،الاحزاب ،والبرلمانات الوطنية والاقليمية ،والتجمعات الدولية البرلمانية وفي مقدمتها الانتظام في الاتحاد البرلماني الدولي) اما الامر الثاني فهو طبيعة الممارسة التي قد تكون رسمية وغير رسمية على الصعد المحلية والاقليمية والدولية،ومن اهدافها ترقية الديمقراطية التشاركية وتطوير السلم والامن الدوليين.
وفي نهاية المؤتمر أكد الاستاذ الدكتور محمود علي الداود استعداد بيت الحكمة التام للتعاون مع وزارة الخارجية العراقية من أجل اقامة دورات تأهيليه للسفراء الجدد.

التوصيات
في الواقع ،ان حجــم التحــديات التـي تواجه عمل السياسة الخارجية العراقية كبيـرة جــدا ومـــن أجــــل ترصين مكانتها الدولية لابد من تحقيق الآتي:
1-    اعتماد مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب في العمل الخارجي والدبلوماسي والغاء مبدأ المحاصصة،فالسياسة الخارجية الرشيدة بحاجة الى كوادر عالية المستوى في الحرفية والتخصص
2-    وضع سياسة خارجية ثابتة والاستمرار على نهج تلك السياسة بالشكل الذي يضمن نجاح تلك السياسة حتى لاتصبح مصالح البلاد عرضة للاهواء والتغيرات.
3-    إتباع سياسة خارجية تنأى عن التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى والحوار مع دول الجوار لبناء الأمن الإقليمي المستند الى توازن المصالح واحترام خيارات الدول الإقليمية في بناء أنظمتها السياسية.
4-    الحرص على اتباع دبلوماسية متوازنة مع المجتمع الدولي ،والوقوف بمسافة واحدة من جميع اطراف النزاعات الاقليمية،وفي حدود المسار الاخلاقي والقانوني لنهج السياسة الخارجية.
5-    اهمية بذل الجهود لتوفير الامكانيات المالية لدعم النشاطات الخارجية والدبلوماسية في المحيط الدولي والاقليمي بهمة وفاعلية اكبر لاسيما بعد تحسن الوضع الامني بالقضاء على تنظيم (داعش) الارهابي.
6-    التركيز على اسلوب التهدئه وصيغة الحوار المؤسسي والمزيد من الجهود الدبلوماسية مع دول الجوار على اساس الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتأكيد عليها بان عراقاً موحداً وقوياً ومستقراً ومزدهراً هو دعم حقيقي للأمن الاقليمي والعربي بما في ذلك أمن الخليج العربي .
7-    ضرورة ان تكون وزارة الخارجية العراقية القناة الرئيسة للتعبير عن المواقف السياسية الخارجية بعيدا عن التصريحات المتعارضة معها.
8-لتوحيد وتعزيز السلوك السياسي الخارجي العراقي يستدعي ضبط السلوك السياسي الخارجي لاقليم كوردستان ،وان يكون متسقا مع استراتيجية الدولة الاتحادية وفقا لاحكام الدستور.
9- الدعوة للتنسيق بين وزارة الخارجية ومراكز البحوث العربية والدولية في الجامعات العراقية والاستفاده من الخبرات الكثيرة المتوفرة فيها بالاضافة الى الخبرات المتوفره في بيت الحكمة .

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر