مناهج مادة الاجتماعيات للمرحلة الابتدائية لعراق ما بعد داعش قراءاتٌ مستقبلية

2017-12-23

مناهج مادة الاجتماعيات للمرحلة الابتدائية لعراق ما بعد داعش قراءاتٌ مستقبلية

ورشة عمل اقامها قسم الدراسات التاريخية


مناهج مادة الاجتماعيات للمرحلة الابتدائية لعراق ما بعد داعش
قراءاتٌ مستقبلية

عَقَد قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة وبالتعاون مع مديرية المناهج العامة في وزارة التربية ومركز العميد الدولي للبحوث والدراسات / العتبة العباسية، يوم الجمعة المُوافق 22/12/2017م، ورشة عملهِ الموسومة بـ: (مناهج مادة الاجتماعيات للمرحلة الابتدائية لعراق ما بعد داعش.. قراءاتٌ مستقبلية)، على قاعة مركز العميد الدولي في مدينة كربلاء، حيث كان المشاركون في ورشة العمل هذهِ هم كلٌّ من:
1.    أ.د. فلاح حسن الأسدي (عضو الفريق الاستشاري لقسم الدراسات التاريخية).
2.    أ.د. أسامة عبد الرحمن الدوري (جامعة بغداد - كلية الآداب) (عضو الفريق الاستشاري لقسم الدراسات التاريخية).
3.    أ.د. داود سلمان الزبيدي (جامعة بغداد – كلية التربية (ابن رشد)).
4.    د. إسراء طالب توفيق / د. هديل عبد الوهاب / إسراء مهنا حسن (وزارة التربية – مديرية المناهج العامة).
5.    أ.م.د. علياء محسن عبد الحسين / د. منتهى فهد بريسم (وزارة التربية – مديرية المناهج العامة).
6.    م.د. حسن محمد كاظم الجذيلي / م.د. علاء صالح عبد  (المديرية العامة لتربية كربلاء / جامعة كربلاء).
7.    أ.م.د. إسماعيل طه الجابري (بيت الحكمة – قسم الدراسات التاريخية) (رئيس الجلسة).
8.    م.د. حيدر قاسم مَطَر التميمي (بيت الحكمة – قسم الدراسات التاريخية) (مقرر الجلسة).

افتتح السيد رئيس الجلسة وقائع الندوة بالترحيب بالسادة الحضور، مؤكِّداً على استمرار بيت الحكمة في صبِّ جلَّ اهتمامهِ لمعالجة أبرز وأهمِّ القضايا الإجتماعية والفكرية والتي من شأنها خدمة الحركة العلمية في العراق.
أمَّا عن موضوع ورشة العمل وأهميتهِ بصورةٍ عامة، فقد بيَّن أنَّ الكثيرين من متابعي الشأن العراقي لمرحلة ما بعد داعش ليشغل بالهم كيفية تجاوز تلك المرحلة من خلال خُططٍ تنموية على عدَّة صُعُد، الإجتماعية والثقافية والتعليمية. ولا بدَّ من الاعتراف بحقيقة الشرخ الاجتماعي والثقافي والفكري الذي أحدثته تلك المرحلة، وطُرق معالجتهِ على أُسسٍ علمية بعيدة عن العواطف والشعارات والاجتهادات الفردية والعشوائية والانتقائية، فلم تكن سيطرة داعش على الموصل والفلوجة والأنبار وصلاح الدين... وبقية المناطق بالأمر العابر ولم تكن السيطرة عسكرية فقط، لذا يجب أن لا يُنظر إلى عمليات التحرير بنظرةٍ عسكرية بحتة تتوقف عند توقف هدير المجنزرات والدبابات وأصوات الرصاص وقصف الطائرات، فعملية التحرير لها عدَّة مراحل. أولها العملية العسكرية ثمَّ تتبعها مراحل لاحقة، وهي التأهيل وإعادة الحياة وصناعتها من جديد. وعلينا أن نُنشئ مراكز استباقية للمرحلة القادمة. لأننا نحارب فكراً وأيديولوجيا لها منهجيتها ومؤسَّساتها ومنظروها وجهازها الإعلامي والدعائي الضخم، هذا الفكر المُستند على تحريف المقدس وتأويل النص لا يمكن القضاء عليه من خلال السلاح فقط، وهنا تكمن خطورة المرحلة القادمة وضخامتها.
لافتاً النظر إلى أنَّ دور المقاتلين قد ينتهي بحدود انتهاء المعارك، ولكن سيبدأ دور الفنانين والمثقفين والإعلام ومؤسَّسات المجتمع المدني، لبثِّ الحياة وصياغة مفاهيم جديدة دون أن تتصادم مع العادات والتقاليد الإجتماعية بشكلٍ مباشر. ولعلَّ من أهم الخطوات التي يجب أن تقوم بها الدولة في المرحلة القادمة هي برامج الأطفال بالاعتماد على مناهج وفق رؤيةٍ جديدة، سواءٌ كانت تعليمية أو تثقيفية.

قبل استعراض الأوراق البحثية وما خرج بهِ الباحثون من توصيات، نقدم للمفاهيم والموضوعات المشتركة التي طرحها الباحثون وتناولوها خلال أوراقهم البحثية، ولعلَّ في مقدمة هذهِ الفقرات بيان ماهيَّة المناهج الدراسية والأهمية الكامنة فيها.
فأمَّا بالنسبة لتعريف أو تحديد المفهوم الاصطلاحي للمنهج الدراسي، فقد تباين الباحثون المشاركون في صيغة هذا التعريف مع الاتفاق على مضمونهِ. فمنهم من قال أنَّه عبارة عن مجموع الخبرات التربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية والدينيَّة والبيئية والفنية التي تهيئها المؤسَّسة التربوية لتلاميذها وطلَّابها داخل المؤسَّسة أو خارجها بهدف تحقيق نموهم الشامل وتعديل سلوكهم؛ ومنهم من حدده بالوعاء الشامل والمناسب الذي يستجيب لكلٍّ من سرعة المعرفة المُتزايدة، وأهداف المجتمع المُتزايدة والمتجددة، مع مراعاة عدم الإخلال بهدفهِ طويل المدى والمتمثل في نقل الثقافة والقِيَم؛ أو أنَّه كافة النشاطات الصفية واللاصفية التي تهدف إلى إكساب الطالب الخبرات التربوية وتحقق الأهداف المنشودة؛ أو هو المحتوى وطرق التدريس والأنشطة الصفية واللاصفية والوسائل التعليمية وطرق التقويم المناسبة والمواكبة للتغيرات والمُستجدات الآنية والمستقبلية للمجتمع، والتي مُخرجها فرد متوائم مع متطلبات عصرهِ محققاً لأهدافهِ الشخصية وأهداف مجتمعهِ.
أمَّا بالنسبة لعناصر المنهج التعليمي التي اتفقت عليها معظم الدراسات والآراء المشاركة في ورشة العمل هذهِ، فيمكن توضيحها من خلال الشكل الآتي:
 
كما يمكن تلخيص أهمية المناهج التعليمية التي أشار إليها الباحثون، بالنقاط الآتية:
•    يكتسب المنهج أهميته من أهمية العملية التعليمية، فالمنهج أحد عناصرها المُترابطة والمتبادلة العلاقة مع العنصرين الآخرين وهما المُعلِّم والمُتعلِّم.
•    هي وسيلة التطور والبقاء للأمم، فهي محكومة بالفلسفات الإجتماعية ومظاهر الحياة وبالتراث الثقافي الذي خلَّفته الأجيال السابقة وبالنظم الإقتصادية التي تسودها.
•    تعمل على تنمية الفرد في إطار قدراتهِ واستعداداتهِ وميولهِ، وتقوية ما لديه من طاقاتٍ خلَّاقة وتوجيه هذا كله لصالح الجماعة في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. مستندةً إلى فلسفةٍ وأهدافٍ مشتقة من فلسفةِ وأهداف المجتمع.
•    تعمل على غرس المواطنة الصالحة في نفوس الأفراد من وجهة النظر الخاصة بالمجتمع، في أفق تأهيلهم لتطويرهِ والقيام بخدماتهِ الإجتماعية ووظائفهِ الحيوية.
وخلاصة القول في هذا الصدد أنَّ المناهج التعليمية تُعد من أقوى الأدوات في تحقيق آمال الشعوب وتطلعاتها، وما من أمَّةٍ سعت إلى التقدم والتطور والنَّماء والسَّبق في أيِّ مجالٍ من المجالات إلَّا وعكفت على مراجعة وتطوير مناهجها.

المشاركة الأولى كانت لفريق العمل الأول من مديرية المناهج العامة، المتمثل بـ(د. إسـراء طالب + د. هديل عبد الوهاب + إسراء مهنا حسن) من خلال ورقتهم البحثية المعنونة: (مناهج الاجتماعيات للمرحلة الابتدائية في مرحلة ما بعد داعش)، الذين قدموا بعد مقدمتهم العامة لموضوع المناهج الدراسية نبذةً مختصرة عن بناء منهج الاجتماعيات للمرحلة الابتدائية، والصفات العامة لمادة الاجتماعيات للمرحلة ذاتها، وتحليل محتوى مناهج مادة الاجتماعيات للقيم المدنية والمفاهيم المتعلِّقة بها، وأخيراً المشاريع التربوية الخاصة بتأهيل الواقع التربوي ما بعد داعش، كمشروع منظمة اليونسيف الخاص بالمهارات الحياتية والتعليم من أجل المواطنة، ومشروع التعليم الإلكتروني للطلبة النازحين والمتسربين، ومشروع الدعم النفسي – الاجتماعي لمعالجة الصدمات والأزمات لدى التلاميذ والمُعلِّمين في المناطق المُحررة، ومشروع الأنشطة الصفية واللاصفية.
أمَّا بالنسبة للخطوات المستقبلية والمتعلقة بمرحلة ما بعد داعش على وجه الخصوص، فقد بيَّن فريق العمل هذا أنَّ مديرية المناهج العامة تسعى إلى:
1.    إدخال مُعلِّمي مادة الاجتماعيات دوراتٍ تدريبية وعلى وفق الحقيبة التدريبية المُعدَّة من قبل المديرية العامة للمناهج.
2.    تعزيز القيم المدنية والمهارات الحياتية من أجل التصدي لأفكار التعصب والتطرف وعدم التعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي، سواءٌ من خلال المفردات التدريبية للعاملين في إعداد المناهج والمُعلِّمين على حدٍّ سواء، أم من خلال إشراك الجانب الإعلامي في هذا المشروع التوعوي، أم من خلال متابعة مدى تطبيق القيم المدنية المتضمنة في المناهج الدراسية بشكلٍ عملي.

المشاركة الثانية كانت لفريق العمل الثاني من مديرية المناهج العامة، المتمثل بـ(د. عليـــــاء محسـن + د. منتهى فهد) من خلال ورقتهم البحثية المعنونة: (إنجازات المديرية العامة للمناهج لمرحلة ما بعد داعش في المناطق)، الذين بينوا أنَّ للمديرية العامة للمناهج في وزارة التربية دورٌ كبير في مواجهة الأزمة الناتجة عن سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على بعض المناطق والمحافظات العراقية وتدميرهِ للعملية التربوية والعبث بالمناهج الدراسية وتشويهها، وذلك من خلال مجموعة من الخطوات والمشاريع كتنقيح كتب التعليم المُسرَّع للمستويات الثلاثة قيد المناقشة بالنسبة للطلبة النازحين. وتنفيذ مشروع المهارات الحياتية والتعليم من أجل المواطنة، وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتربية الإيجابية. هذهِ المشاريع التي كانت جميعها بالتعاون مع منظَّمة اليونيسف The United Nations Children's Fund (UNICEF).
كما عَمَدت المديرية العامة للمناهج وبالتعاون مع منظَّمة اليونيسف ومستشارية الأمن الوطني / الخلية الوطنية للعمليات النفسية إلى إعداد برنامج الدعم النفسي والاجتماعي، أُنجز منه حتَّى الآن إعداد دليل مهاري تدريبي للمُعلِّمين والمدرسين في المناطق المُحررة، وإعداد دليل للأنشطة اللاصفية داخل المدرسة وخارجها لمساعدة التلاميذ على إعادة التكيف الاجتماعي، وإنجاز وطبع (24) ملصقاً لمجموعة من الفعاليات الوقائية لحماية الشباب من تأثيرات تنظيم داعش الإرهابي والفكر التكفيري له.
ألقى الباحث الثالث الدكتور فلاح حسن الأسدي ورقته البحثية التي أعدها لموضوع هذهِ الندوة، والمعنونة بـ: (مناهج العلوم الإجتماعية في المرحلة الابتدائية ما بعد داعش: رؤى وأفكار). الذي أغنى الموضوع بمجموعةٍ من التوصيات والآراء في موضوع الورشة، كان أبرزها:
1.    ضرورة تفعيل الأنشطة اللاصفية (المصاحبة) Extracurricular education لِمَا لها من دور أساسي في العملية التعليمية، كونها تُسهم في الكشف عن مواهب التلاميذ الكامنة التي تجد لها فضاءً واسعاً خارج قاعة الدرس، ومن أمثلتها الأنشطة الإجتماعية والموسيقية والفنية. فزيارة المتاحف الوطنية وما تحتويه من آثار تعكس العمق الحضاري للبلاد، تُشكِّل حافزاً للأجيال للإبداع والابتكار والاعتزاز بمنجزات الأجداد، وليس مجرد تماثيل ونُصب تتقاطع والتعاليم الدينية كما يدعي داعش وغيره.
2.    إنشاء برنامج تقني بسيط يعمل على ربط المُعلِّم بعوائل التلاميذ، يُسهم بجعل العائلة شريكاً أساسياً للمدرسة في متابعة السيرة العلمية لابنهم، واطلاعهم على كلِّ المُستجدات بهذا الشأن.

الباحث الرابع كان الدكتور أسامة عبد الرحمن الدوري، الذي أكَّد في ورقتهِ البحثية على ضرورة مراعاة اهتمامات التلاميذ في المرحلة الابتدائية وتركيزهم على اللعب الجماعي والفردي على حدٍّ سواء، مشيراً إلى أهمية التركيز على سُبُل تنمية هذهِ الرغبة باتجاه حب العلم والعمل النافع والتطلع إلى المستقبل بروح تفاؤلية وبوسائل تتماشى مع عمرهِ وما يرغب.
كما يرى الباحث أنَّ واحدةً من أعقد الأمور التي نُعاني منها في مناهجنا الدراسية أنَّها تركِّز على التلقين بحكم الأنظمة الشمولية Totalitarianism التي مرت على حكم العراق، داعياً إلى أهمية التركيز في مناهجنا الجديدة على روح التفكير والتفكر والتدبر.

الباحث الخامس المشارك في هذهِ الندوة، كان الدكتور داود سلمان الزبيدي، الذي ركَّز خلال ورقتهِ البحثية على بيان أهمية إعداد المُعلِّم في ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة، جاعلاً إعداد المُعلِّم من أهمِّ العوامل التي تساعد في تحقيق النهضة التربوية المرجوة التي تؤدي بدورها إلى نهضة المجتمع في كافَّة الجوانب، وبالتالي فإنَّ المُعلِّم الكفء هو المُعلِّم القادر على تحقيق أهداف مجتمعهِ التربوية بفاعليةٍ وإتقان. وإنَّ أهميته بدأت تتعاظم مع مرور السنين وخاصةً في بداية القرن الواحد والعشرين، حيث يُعد دوره فعَّالاً في مواجهة تحديات القرن الجديد حيث ثورة العلم والتكنولوجيا، وثورة المعلومات والاتصالات وظهور الحاسوب والانترنت، وكما أصبح التعليم في هذا العصر مهنة كسائر المِهن الأخرى لها مهاراتها وكفاياتها، لذا أصبح لِزاماً الاهتمام بالمُعلَّم من شتَّى الجوانب في اختيارهِ وإعدادهِ وتأهيلهِ لمواجهة تحديات العصر.

الدكتور حسن محمد كاظم، بالاشتراك مع الدكتور علاء صالح عبيد، كان الباحث السادس والأخير المُشارك في هذهِ الورشة العلمية، ببحثهِ الموسوم: (اعتماد مبدأ التنمية المُستدامة: رؤية جديدة في إعداد المناهج الدراسية)، الذي بيَّن أنَّ على المؤسَّسات التربوية والتعليمية، إذا ما أرادت القيام بواجبها المحوري، أن تعتمد مبدأ التنمية المُستدامة Sustainable development في إعداد المناهج الدراسية، وأن تقوم بتأهيل المُعلِّمين لتدريس هذهِ المناهج على الوجه الذي يحقق الأهداف المرجوة بما يضمن إكساب المُتعلِّم معرفةً تمكنه من الاستفادة القصوى من الموارد المُتاحة دون المساس بحق الأجيال القادمة.
وإن كانت التنمية المُستدامة جديدة على المجتمعات العربية في اصطلاحها فهي أثيلة فيها بمفهومها؛ إذ تواترت، في تراثنا الإسلامي، الإشارات التي تدعو إلى الإفادة كلَّ الإفادة ممَّا وهب الله (سبحانه وتعالى) ولكن على نحو منظَّم يكفل للجميع الإفادة منه، فآيات كتاب الله الكريم ذكرت هذهِ المفاهيم، مثلما في قـــــــــــــولهِ (سبحانه وتعالى): ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) (سورة الأعراف: آية 31)، وقوله (سبحانه وتعالى): ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) (سورة الأنعام: آية 141). بالإضافة إلى أقوال رسول الله (ص) التي تُشير إلى هذا السلوك الإنساني الممدوح، كقولهِ (ص): (كُلُوا وَاشْرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا، مَا لَمْ يُخَالِطْهُ إِسْرَافٌ أَوْ مَخِيلَةٌ) (رواهُ أحمد)، بالإضافة إلى الأحاديث والروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام.
وقد أشار الباحث إلى أنَّ التعليم من أجل التنمية المُستدامة يمكِّن كلَّ إنسانٍ من اكتساب المعارف والمهارات والسلوكيات والقيم اللازمة لبناء مستقبلٍ مُستدام. وإنَّ ما يُقصد بالتعليم من أجل التنمية المُستدامة إدراج قضايا التنمية المُستدامة الرئيسة في التعليم والتعلُّم مثل تغير المناخ والحدِّ من مخاطر الكوارث والتنوع البيولوجي والحدِّ من الفقر والاستهلاك المُستدام... كما يتطلَّب التعليم من أجل التنمية المُستدامة مناهج تشاركية خاصة بالتعليم والتعلم تُحفِّز المتعلِّمين على تغيير سلوكهم وتمكنهم من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق التنمية المُستدامة. وبالتالي، يشجع التعليم من أجل التنمية المُستدامة كفاءاتٍ كالتفكير النقدي وتصور السيناريوهات المستقبلية واتخاذ القرارات بطريقةٍ تعاونية. وأخيراً فإنَّ ما يتطلبه التعليم من أجل التنمية المُستدامة تغييراتٍ جذرية في طريقة التعليم المُعتمدة راهناً.
داعياً في ختام بحثهِ إلى ضرورة البحث في التراث الإسلامي ولاسيَّما القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وروايات أهل البيت واستخلاص مواطن الحث على مفاهيم التنمية المُستدامة وأبعادها. مع النظر في منهجية القرآن الكريم واستجلاء الطريقة التي يعرض فيها الأخبار والأحكام والتشريعات، وهي طريقة لا تخفى عنايتها بمبدأ التنمية المُستدامة، بُغية الإسهام الفاعل في تطوير الفهم العالمي لمبدأ التنمية المُستدامة بما ينتج عن هذا البحث في تراثنا الإسلامي الثر.

وأخيراً، فقد تمَّيزت هذهِ الورشة العلمية بحضور كوكبة من أساتذة التاريخ والتربويين من مختلف الجامعات والمؤسَّسات البحثية العراقية... الذين أغنوا موضوع الورشة بمناقشاتهم العلمية. لتُختم أعمالها بتوزيع شهاداتٍ تقديرية للسادة الباحثين والمشاركين في الإعداد لورشة العمل هذهِ، قدمها السيد رئيس مركز العميد الدولي الأستاذ الدكتور رياض طارق كاظم العميدي.

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر