سوسيولوجيا الالحاد قراءة في تأثير الأزمة الحضارية
2017-11-29
ورشة عمل اقامها قسم دراسات الاديان
(سوسيولوجيا الالحاد قراءة في تأثير الأزمة الحضارية )
عقد بيت الحكمة قسم دراسات الاديان ورشة العمل الموسومة (سوسيولوجيا الالحاد ... قراءة في تأثير الازمة الحضارية ) يوم الاربعاء الموافق 29/11/2017 شارك فيها كل من :-
أ.د. شهرزاد عبد الكريم النعيمي
ومقرر الجلسة :- الباحثة يسرى جلوب مدلول
أما الباحثون في هذه الورشة فهم
1- أ.م.د. رعد شمس الدين الكيلاني / رئيس قسم الدراسات الاسلامية / كلية الحكمة الاهلية وقد قدم ورقة بعنوان (سوسيولوجيا الالحاد : الاسباب والمعالجات )
2- الباحثة زهرة يحيى جاسم الساعدي من مؤسسة الزينبيات الثقافية ، وقدمت ورقة بعنوان (الاسرة والالحاد تعدد الرؤى واختلاف الغايات )
3- ا.م.د. حيدر عبد الزهرة / أ.م.د.خالد جمال جاسم /كلية التربية ابن رشد ،والورقة المقدمة من قبلهما (اسباب الالحاد .. قراءة من داخل المجتمع) .
وكان هناك حضور جيد من المهتمين بهذا الموضوع
افتتحت الورشة د. شهرزاد بعرض موجز لمفهوم الالحاد والكفر والردّة تاركة تفصيل هذه المفاهيم للأوراق المقدمة لهذه الورشة ، ثم اوضحت ان العالم يشهد موجة إلحادية جديدة تكتسب أنصاراً ، وتشهد تمدداً في دول كثيرة ، وقد تم رصد هذه الظاهرة من قبل المهتمين محلياً وعالمياً فضلاً عن اهتمام الدوائر الاعلامية .
أما في عالمنا العربي فمن الصعب إعداد دراسة علمية عن الالحاد ، نظراً لانعدام دراسات اكاديمية للموضوع ،ولانعدام معطيات أولية دقيقة تتعلق بعدد الملحدين،وبأصولهم الاجتماعية، وبأنشطتهم وتنظيماتهم ، هذا لان الالحاد جريمة تستلزم عقوبة (حدّية).
ما احاط بموضوع الالحاد : لا يتعدى كتابات اجنبية نهضت بها مراكز استطلاع اجنبية أو كتابات صحفية ضخمت الامر حتى حولت الالحاد إلى ظاهرة اجتماعية أو كتابة أسلاموية تشجب الالحاد وتعمل على مقاومته تارة وآخرى تحرض على الملحد (اللاديني).
واثراءً لهذا الموضوع والتفصيل فيه ،تفضل الدكتور رعد بعرض ورقته بين : مفهوم الدين عند علماء الاديان ، ثم مفهوم الالحاد وضروبه وما شاع من مفهوم (إنكار الالوهية) في ثقافتنا المعاصرة ، واشار إلى ان الالحاد مرض نفسي إن مال إليه افراد ومع هذه الصورة يقتضي التعامل معه بالإهمال ، فان مأله اما الزوال او العودة إلى الحق .
ولكنه (الالحاد) يعد خطراً اجتماعياً متى ما تجاوز الافراد وتحول إلى ظاهرة تؤثر في المجتمع ،الامر الذي يؤشر حالة خطيرة تستلزم الدراسة والمعالجة.
وتم التأكيد على ان وسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا العربي تعد الرافد الاخطر في إنتشار الالحاد وازدياد انصاره على هذا كان لابد من التصدي له وذلك بدراسة الاسباب ثم المعالجة.
اما عن ورقة د. حيدر ود. خالد فقد قاما بعمل استبانة لدراسة الاسباب ثم المعالجة واهم الاسباب التي شخصتها الورقة هي :- غياب الصورة المثلى للدين الحق وما اسهم في هذا الغياب أو التشويه عوامل عدة منها :- توظيف الدين لاغراض الكسب والانتفاع الدنيوي ، الاستبداد السياسي الذي يسعى إلى ايجاد تلك التناقضات الاجتماعية ،والازدواج في القدوة، ونشر ثقافة الاكراه والعنف والاقصاء والتصفية الجسدية ... وهذا دفع البعض للبحث عن ملاذ آمن غير الدين مثل هذا الدافع اكدته الدراسة اذ سجلت في :-
- الاداء السياسي السيء لممثلي الاسلام السياسي نسبة 5%
- نسبة الممارسات الارهابية التي تنتج الوحشية والترهيب بأسم الدين نسبة 4%
- نسبة السياسة الخاصة في تدمير وتخريب المجتمع نسبة 3.3% والكراهية والعنف والتطرف نسبة 2.8%
- نسبة الدور الحكومي في نشر القيم الدينية والروحية 2.8%
- فشل الدولة بتحقيق العدل والمساواة بين اطياف الشعب 2.8%
اما عن الدور الاسرة في رعاية النشئ الجديد وتحصينه عقائدياً وفكرياً فقد أفاضت في شرحه الباحثة زهرة ، فأكدت على اختيار الشريك المناسب للحياة الزوجية لبّناء اسرة مسلمة متحصنة بتعاليم الله ، وتنشئة الطفل بظروف مناسبة واجواء بعيدة عن مواطن الشبهة والحرام ، وفتح باب الحوار وعدم استخدام اسلوب الكبت ومصادرة الحقوق في التعبير عن الرأي والرأي الآخر في تنمية الفكر واعطاء مفاتيح البحث العلمي الحقيقية وعدم السطحية في التفكير والعجلة في استخلاص النتائج .
خلّصت الورشة إلى :-
1- ان مواقع التواصل الاجتماعي وفرت للشباب مناخاً آمناً للتعبير عن آرائهم ووجهة نظرهم في رفض الدين .
2- ان المجتمع بكل مؤسساته وهيأته له دوره للوقاية من الالحاد وتوعية الشباب لكي لا يسهل توظيفهم لنشر ثقافة الارهاب .
3- على الدولة العمل بجد للقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل لشبابنا ، فالفراغ والفقر اخطر الآفات فتكاً بهذه القوة التي تعتمدها جميع المجتمعات الانسانية للنهوض بواقعها التي تعتمدها جميع المجتمعات الانسانية للنهوض بواقعها ورسم مستقبلها المشرق.
4- ان يعيّ الافراد جميعاً ان التطبيق الخاطئ للدين ، يشوه صورته ويخلق بيئة صالحة للأفكار المشككة فيه كما ان التطبيق المشوه لمبادئ الدين وقيمه العليا يجب ان لا يحسب عليه .
ومن التوصيات / ضرورة رفد الورشة بندوات أو حلقات علمية وربما ورش آخرى تبحث في أنماط الالحاد وصورة وفض إشكالية : ان الايمان فطرة والالحاد هو الاستثناء ، وحرية الفرد في اعتقاده (لا اكراه في الدين) وتحريم الشرع للإلحاد .
|