اعادة قراءة فكر محمد باقر الصدر في ضوء المستجدات الاجتماعية والسياسية في راهن العراق

2017-05-21

اعادة قراءة فكر محمد باقر الصدر في ضوء المستجدات الاجتماعية والسياسية في راهن العراق

ندوة اقامها قسم الدراسات الاجتماعية



(( اعادة قراءة فكر محمد باقر الصدر في ضوء المستجدات الاجتماعية والسياسية في راهن العراق)).
اقام بيت الحكمة، قسم الدراسات الاجتماعية ندوة فكرية علمية بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد المفكر والعالم والمرجع الديني "السيد محمد باقر الصدر" تحت عنوان (( اعادة قراءة فكر محمد باقر الصدر في ضوء المستجدات الاجتماعية والسياسية في راهن العراق)).
برئاسة الأستاذ المساعد دكتور هديل سعدي موسى، ومقررية الجلسة، م.م. محمد عبدالحسن.
 وقد شارك في الندوة مجموعة من الباحثين وهم:
الشيخ جواد ألخالصي/ ببحثه الموسوم (محمد باقر الصدر بين المشروع الفكري والتطبيق الميداني).
أ.د. متعب مناف جاسم/ القامة الفكرية الإسلامية العراقية الخلاقة محمد باقر الصدر وجدل الاصالة والمعاصرة.
أ.د. عبدعلي الخفاف/ دور المعلم في التنمية والنهضة في أطروحات الشهيد محمد باقر الصدر.
أ. ا.د. فلاح ثويني/الرؤية الاقتصادية العلمية للمفكر محمد باقر الصدر
أ.م.د. احمد عبدالرضا الحسني/ الاصلاح الاجتماعي في المنظور الاسلامي/ السيد محمد باقر صدر انموذجاً.
م.م. حسن حمدان/ جدلية الحرية عند السيد محمد باقر الصدر
 وفي تمام الساعة العاشرة من صباح، المصادف 2017/4/11 وبحضور السيد رئيس مجلس امناء بيت الحكمة.. استهل السيد رئيس الامناء الندوة بكلمة ترحيبية بالضيوف من باحثين ومختصين ومهتمين بفكر صاحب الذكرى السيد محمد باقر الصدر، ولقد جاء في كلمة السيد الامين ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد..
باسمكم ارحب بسماحة العلامة الشيخ جواد الخالصي، سليل الاسرة العلمية العريقة، حيث أن جده الامام الخالص قد واجه الاحتلال، وقد نفي بسبب هذه المواجهة، وقضى حتفه في المنفى.
في هذه الندوة العلمية، نجتمع لا لكي نُحي ذكرى فقيد، كبير ورمز من رموز الفكر، لا على مستوى العراق، وانما على مستوى العالم، وانما نجتمع لكي نخلد الافكار والاطروحات السامية، خصوصا وان المفكرون يحيون بعد وفاتهم، ومع اعتزازي للسادة الباحثين لست هنا اريد أن اغوص في هذه المباحث ولكن اريد أن اشير إلى لمحات من هذا الفكر، وكيف أن الحاجة إلى هذا الفكر هي حاجة ملحة ومستدامة.
السيد محمد باقر الصدر، طرح فكر عميق للدين والحياة، أن المجتمع المؤمن هو يقترب من اسماء الله،  فالمجتمع الذي كان رحمانيا، كلما كان اكثر قربا من الرحمة، وكلما كان علميا، اقترب اكثر من علم الله،...وليس ذلك الفهم التقليدي الذي يقتصر على الفهم المتعارف.
ولقد كان في كتاب اقتصادنا مضامين انسانية واخلاقية، ظهرت اليها الحاجة ملحة، عندما حدثت الازمة العالمية في امريكا، الازمة الثانية في عهد اوباما انسحقت طبقات كثيرة تحت آلة الحرمان، ولذلك دعى الرئيس الامريكي "أوباما" إلى التأسيس الاخلاقي للاقتصاد، وهذا ما دفع إلى الاشتغال على مشروع قانون الرعاية الصحية الأمريكي «أوباما كير» Obamacare ،
ولقد اكد السيد على التامين الاسلامي، وفي هذا اليوم نحن بحاجة إلى تامين حاجات الافراد الاساسية.
كما السيد الصدر كان يدعوا إلى التعامل بايجابية وأخلاقية، فهو غير ميال للعنف أو الاقصاء،  كان يحرص على ان يتعامل باحترام ويتكلم عن نقاط الالتقاء والاختلاف بموضوعية الباحث والمفكر والعالم...
كتابي فلسفتنا واقتصادنا كانا كتابي نقد علمي بناء.
ولقد كان السيد متجرداً من الحالة الطائفية والمذهبية، من حيث احترام بقية الطوائف والمذاهب الاخرى، وهذا ما اشار اليه في كتابه اقتصادنا ...
بعد هذه الكلمة الموجزة للسيد رئيس الامناء، تحدثت السيدة رئيس الجلسة الدكتورة هديل مقررة قسم الدراسات الاجتماعية،  وقد اثنت على اطروحات السيد الامين، كما رحبت بالحضور، ودعت
سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي، لالقاء بحثه الموسوم (محمد باقر الصدر بين المشروع الفكري والتطبيق الميداني).

•    المرجع الخالصي الحمد لله، الشكر لاخواننا الاعزاء الذين تفضلو بهذه الدعوة، ولقد كنت اتمنى أن اكون حاضرا بينكم من زمن بعيد، ولكن بحكم مشاغل الحياة التي حالت بيني وبينكم، تاخرت كل هذا الوقت...
ونحن نشد على يد ابنتنا التي قادت الجلسة فنحن نرضا أن تقود النساء الجلسات، وللنساء دور مهم في بناء المجتمع..
الشكر إلى السيد رئيس الامناء الدكتور احسان الامين، و رئيسة الجلسة وكذلك المقرر...
لقد كان صاحب الذكرى بعيداً كل البعد عن ذكر اسمه أو مؤلفاته فلقد كان يكتب اسمه مجرداً من اي اشارة ولقد كان الكثير من الاخوة المجاهدين الفلسطينين، يقولون كنا نقراء كتب سماحة السيد محمد باقر الصدر، ولم نكن نعلم من هو، اذ تسربت الينا كتب السيد الشهيد في معتقلات الاحتلال، الامر الذي جعلتنا اقوى من الناحية الفكرية ورجحت كفتنا على اليساريين..
النظرة الانسانية:
 اننا نحمل رسالة تريد أن تعبر مفازة الحياة الصعبة، وليس كما يفسر الدين في هذه الأيام من أن الدين هو وسيلة لتصفية الاخر والصراع، ولعل اخطر ما يكون في عملية تطبيق مفهوم الجهاد، البعض يريد أن يستغل المفاهيم الخاطئة للجهاد، وان المفاهيم الخاطئة يفترض أن تحذف من قاموس التعامل..
ولقد اشارت الاخت الرئيسة، أن هذه الايام ايام ولادة وايام شهادة، فالامام علي ليس خاص لطائفة وانما هو شخصية نخرج بها إلى العالم واعتقد بلا مبالغة ولا ادعاءات، نعتقد أن العالم لن يستطيع أن يغلبنا في انموذج انساني كعلي ابن ابي طالب... فهذه الشخصية التي نحتفي بها انما نحتفي بالعدالة والاصالة والرقي وبناء حياة جديدة في هذه الايام، وجعله في مسيرة البحث الذي نريده...
محمد باقر الصدر...
لم يطلع على شخصيته بصورة مباشرة الكثير من الباحثين الذين كتبوا عنه، ولقد التقيت به وانا في 17 من العمر، ولم تنقطع حتى تم تغيبه... والسؤال هنا ماذا تم تطبيق من فكر السيد الشهيد الصدر؟
 ان هناك ادانة لكل هذه الاحزاب السياسية الشيعية والسنية، ولقد التقيت مع احد الاساتذة الذي كان تلميذاً للسيد محمد باقر الصدر ويحمل شهادة علمية عالية، قلت له هل وجدت هناك خلل في النظرية ام في التطبيق للنظرية الإسلامية..  الخطاء في التطبيق، لذلك نحن بحاجة إلى المراجعة الدقيقة، لان خمسين عام زمن طويل وهو بحاجة إلى مراجعة هذه الافكار والاطروحات،
ولقد كان في ذهني أن اسأل هل هذه القاعة هي محكمة الشعب-جاء الجواب من الحضور نعم- ولذلك نحن بحاجة إلى معرفة أن المحاكم والتحقيق يقتل الابداع..
السيد محمد باقر الصدر، منذ أن التقيت به إلى أن استشهد لاحظت عليه هذه الملاحظة أن رجل متكامل من الناحية الشخصية، فلقد استقبلني وانا صغير وكانه يستقبل ابي وهذه الروح يتعامل فيها مع الجميع.
سمعت كلام للسيد يقول فيه" انا على يقين أن الامة بداءت تنفتح على رسالتها وهي الإسلام..
ماذا اراد في الاقتصاد.. اراد أن يقول لدينا اقتصادنا، لدينا فكر فكان كتاب فلسفتنا، عندنا حاكمية ودولة، نظرية الدولة عند السيد الصدر،  يجب أن تتبنى الإسلام، مفهوم الدولة الاسلامية
في الاقتصاد كان هناك اقتصاد راسمالي واخر يقابله كرد فعل على الاقتصاد الرسمالي وهو الفكر الاشتراكي هذا الصراع بعد الثورة الصناعية، قد يقول قائل أن الاشتراكية ...
السيد يقول أن العالم ليس محصور في الراسمالي والاشتراكي، وانما هناك حالة ثالثة...
الشيوعية والاشتراكية سواء كانت تحطمت بفعل التخطيط لانهيارها أو انها كانت مثالية اكثر من الالزم...
عندما نراجع الصدر، يقول أن الشيوعية ايضا تحمل عيوبها معها وبالتالي الانهيار ...
بل حتى الراسمالية تدخلت لصالح بعض الشركات، ولذلك فان هذا السلوك هو ايضا عين الاشتراكية، واعتقد أن الازمات سوف تعصف بالراسماية مثلما عصفت بالاشتراكية..
السيد يقول أن تدخل محدود للدولة مطلوب، مع ضرورة وجود المرتكز الاخلاقي، لقد كان السيد دقيقاً في تشخيصه للامور، فلسفتنا جوهر موضوعه هو الايمان والالحاد، وعندما يتخلى هذا الإنسان عن الايمان فانه يخرج من الايمان إلى ايمان اخر وليس إلى الا ايمان..
تاثير الفلسفة بحركة الإنسان..
تؤثر الفلسفة بحركة الإنسان تاثير كبير،  فالفلسفة الوجودية مثلاً فلسفة سارتر، تؤثر على اغلب الشباب، وكانت في فترة من الفترات كانت الماركسية تكتسح كافة الشرائح حتى البسطاء، وحياة الإنسان لا تحتمل التجربة والخطاء، فالفلسة هنا ماذا تصنع بالانسان، وماذا يصنع الإنسان بالفلسفة، وهناك العديد من الفلاسفة الذين طرحوا اطروحات مهمة، ولكن بضع الناس لم تصل اليهم هذه الاطروحات، الصدر اشار إلى حركة الايمان مهمتها هي احداث التغير في المجتمع البشري اي اننا كلما تصاعدنا في حركة الايمان الحقيقي كلما تصاعدنا في انسانيتنا، خصوصا واننا في ازمة النفي والانغلاق...
يبقى شيء من فكر السيد الصدر، اراد أن يبحث هذا بشيء مستقل كما قال احد تلاميذه، ولقد سمعت أن هناك كتاب اسمه كتاب مجتمعنا، وهو تطبيق اقتصادنا وفلسفتنا وبالتالي هذه الكتب عندما تبقى كفكر يبقى جامد، ولذلك هما بحاجة إلى ترجمة انزالها إلى واقع معاش من خلال مجتمعنا..
الإنسان عندما لا يكون بالمستوى الاخلاقي المناسب، يكون هناك تهديد للارض، هذه القراءة السريعة للسيد تجعلنا نفكر كيف نستطيع أن نلم الجانب الاقتصادي والفكري، النهاية السياسي، أو فصل الدين عن السياسة...
موقف الحركة الإسلامية اجمع عليه المسلمين واتفق معهم اليهود والمسيحيين...
السؤال هنا هل يمكن فصل الدين عن السياسية..؟
مقولة السيد الإسلام يوحد الحياة، فالسيد لم يكن متعصب أو متسلط أو طائفي ولم يكن طامع بقضايا الدنيا والمال..
هنا الموضوع هل يمكن أن يقول عالم الدين لا اتدخل بالسياسية، لانه بهذه الحالة سوف يترك الناس فريسة للساسة، فعالم الدين لا يحتاج إلى الكراسي، فاول شرط لعالم الدين أن يكون مستقبل
 وهذا الامر كرست له احد كتبي وقد اسميته (اسلامية الافاق). وقد ختم الشيخ الخالص حديثه بالشكر والامتنان لبيت الحكمة، وللسيد الامين والباحثين جميعاً..
ومن ثم ارتقى منصة بيت الحكمة:
ا.د. متعب مناف جاسم، القامة الفكرية الإسلامية الخلافة، محمد باقر الصدر جدل الاصالة والمعاصرة.
هذه الورقة سوف تحاول أن تتكلم بعلمية واجتهادي، ولقد رسمت النشأة والتكوين في كاظمية العراق، الكاظمية، وجبل عامل واصفهان، الصدريون مهندسو مذاهب، محمد باقر الصدر، وموسى الصدر، وامنة الصدر، الصدر صاحب مشروع مثل جمال الدين الدين الافغاني، محمد عبدة، مثل الجواهري مشروعه تغيري وليس اصلاحي، الاصلاح ترقيع ولكن التغير عملية خلق وانتاج، وتحركه في مثلث الفاعلية، ثم تجديد فقه اسلامي والتوق إلى بناء مرجعية مؤسسية، السيد الصدر كان متفلسفاً اي انه كان يحول فلسفته خارطة للطريق ثم انتهي إلى محمد باقر الصدر وتجسيره للنجف وشيعة العالم، بحيث كانت رؤيته لبناء تشيع قادر على جمع العالم فهناك عصر العلم، اي انها كما ((قد نتفق ونختلف معه هو هل الخطاب الديني والاسلامي عامة)) فالمشكلة فلسفية وهذا هو جوهر المشروع الذي اخذ على عاتقه السيد محمد الصدر بانه فيلسوف ورجل دين، ولذلك ساكرس ورقتي البحثية للتعريف بهذا الشخصية مبيننا ابرز ملامحه ومن ثم تكوين والجمع ..
بدايات تكوين المشروع يؤشر اسس المعتقد الديني، مبهرة وفاعلة انما ترسخت في كاظمية العراق، وما تضمنته لها من رموز، ويمكن أن تقراء الكاظمية كحاضرة اسلامية حضرية، من حيث:
1.    الامامين الجوادين  عليهما السلام.
2.    السوق
3.    معامل الطابوق.
فلقد تحولت الكاظمية إلى محطة وليس لطريق...
لكل مجتمع هوية وذاكرة، وهذا ما اكده البنك الدولي أن المشكلة اين، كتب مقدسة وشرخ في الهوية محمود درويش، ولكلا من الذاكرة والهوية، فالذاكرة تعاني من ثقوب النسيان، والهوية تنتابها الشروخ.
فاذن حدثت ولادة الدولة في العراق 1921كان قيصرية جراحية كان يراد بها انقاذ الطفل وليس الام، يهمه أن تنجح العملية حتى لو أن المريض مات.
وفي اقتصادنا يمثل تفوق الصدر، يقول الصدر علينا أن نتذكر أن الاقتصاد هو الرئة الاجتماعية للمجتمع.. وبذلك استطاع أن يوجد طريق ثالث هو قضية اجتماعية، نحن مسؤولين مسؤولية مباشرة، عن قراءة هذا العلم، وليس ذلك فحسب وانما اضاف اضافات جديدة، شخصية قومية للعراق ككل وان نقدمه للعالم ككل....
وبعد أن انهى الاستاذ الدكتور متعب مناف جاسم من ورقته البحثية، جاء دور بحث:
أ.د. عبدعلي الخفاف/ دور المعلم في التنمية والنهضة في أطروحات الشهيد محمد باقر الصدر.
الشهيد الصدر من المفكرين الذين يؤمنون بان الفكر اذا لم ينزل إلى الميدان سيكون ضعيفاً ولهذا كانت ولادة حزب الدعوة الاسلامية.
الشهيد الصدر كما ذكر الاساتذة الفضلاء،  في تكوينه لعله كان هناك عنصران اساسياً هما العائلة وهذا امر معروف في الدراسات الاجتماعية والنفسية، أن العائلة هي المنشأ الاول، حيث حضن الام وحضن الاب، بعد ذلك يبرز عنصر البيئة فسيرة السيد الصدر تكشف عن عنصرين مهمين اسرة ال الصدر ومدينة النجف، مدينة العلم والفقه والادب ومدينة الفكر..
هناك وضائف للمدن الكاظمية العلم والادب، فمثلا مدينة كامبرج هي مدينة جامعة وكذلك اكس فورد فهذه المدن لا تجد فيها سوي الكتب والمطابع، هذا التكوين للسيد الشهيد الصدر انتج اكثر من (21) كتاباً، فلسفتنا، اقتصادنا ، والبنك اللا ربوي، والاسس المنطقة للاستقراء والمدرسة القرانية... وهكذا العدد إلى أن يصل العدد إلى (21) اضافة الى المقالات والدراسات في الدوريات، فهو مفكر ومجدد وعنده يقين يلمس أن السيد عنده يقين أن المجتمع السلامي عموما والعراقي على وجه التخصيص، بمعنى انه لا تستطيع أن تحقق نهضة مالم تبداء بالدين، والذي يقراء هذه الكتب يدرك أن ذهنية الصدر تتبنى مفهوم ( الاصلاح يبداء بالتجديد الديني)، وسبق السيد عدد كبير من المفكرين الاسلامين المجددين كل قدم محاولته كرفاعة الطهطاوي، خيل الدين التونسي، جمال الدين الافغاني، محمد جمال الغروي، النائيني، محمد كاشف، الغطاء، الاخوند الخراساني، محمد الشخ رضا المظفر، واشيخ البلاغي.
كل هذه العقلية العربية الإسلامية قد ادركت أن لا نهضة ما لم يبداء التجدد بالاطروحات الدينية، عند مراجعة الفتاوي الواضحة ما يقارب من اربعين او خمسين إلى ستين صفحة تؤشر ذهنية الصدر محاولاته، محاولات تلجائه إلى الفلسفة أو العلم، وظف وصفات من جاذبية نيوتن عكسها من الطبيعة إلى المجتمع، وكذلك استفاد من نظرية كالغيلول Galileo، تعطي لاي قاري انطباعاً أن شخصية الشهيد كانت تميل إلى معرفة الثوابت العلمية ومكانية التغير الاجتماعي...
توجه السيد واشتغاله ما بين الحس والتجربة لم يلغي الحس ولم يهمل التجربة، ومن خلال هذه العقلانية العالية حاول أن يدخل معترك الحياة بالسلوب شفاف، وعندما نقراء الصفحات الطويلة من كتبه فلسفتنا واقتصادنا نلاحظ الصدامات التي تحدث بين فكره والاخر، سواء اكان راس مالي أو اشتراكي، هو يؤطره بالفكر المادي وطبعاً هذا بديهي، لان خلفيته خلفية دينية، فمن حقه أن يجمع الأطروحتين في اطار مادي، ومن الملاحظ في الفتاوي الواضحة، كم كان للسيد من اطلاع على الفيزياء موضوع العلم ودوره في...
وبعد أن انهى أ.د. عبدعلي الخفاف، اطروحته عن السيد الشهيد الصدر، جاء الدورللاستاذ الدكتور فلاح ثويني/الرؤية الاقتصادية العلمية للمفكر محمد باقر..
أن فكر السيد واطروحاته قد تنوعت وتميزت، نحن ضمن مجال الاختصاص فقد كان التميز للسيد في اطروحته الفكرية الاقتصادية، ثلاثة محاور سوف نطرحها بالشكل الاتي:
1.    التميز بين المذهب الاقتصادي، والنظرية الاقتصادية.
2.    البنك اللا ربوي 1971.
3.    اسس البحث والاستقراء في مؤلفه الاسس المنطقة للاستقراء.
يجب أن نميز بين المذهب الاقتصادي وعلم الاقتصاد، بين ما ينبغي أن يكون وماهو كائن، والمذهب في فكر الصدر هو الطريقة التي تنظم حياة المجتمع.
وعندما نطبق هذه الفكرة على المذهب الاقتصادي ماذا يجب أن يكون عليه الاقتصاد، والمذهب ماهو كائن..
والصدر يقول تملك الارض اما بالقوة من غير استغلال ظلم، اما تملك الارض واصلاحها هو الحق...
دليل وجود المذهب الاقتصادي الاسلامي، هو طريقة تنظيم الحياة الاقتصادية أن الخاص والعام هما اسلوبان صحيحان ، ونحن لسنا مع التطرف مع العام أو الخاص.
الاقتصاد العراق هو بامس الحاجة إلى أن يقوم كل من القطاع الخاص و العام ولذلك نحن بحاجة إلى موائمة ما بينهما..
البنك اللا ربوي، هو الميزة للشيهد الصدر، ومن اطروحته هذه كان استنباط فكرة البنك الاربوي ولدينا في العراق 17 مصرف اسلامي.
التميز ما بين الاستنباط والاستقراء، بمعنى التقريب أو التشبيه للقاري وان كان بسيطا..
أن النظام الراسمالي جزء كبير مه تعرض للفشل، الكثير من الجامعات تدرس وتدرس النتاجات العلمية والفكرية للسيد محمد باقر الصدر..
 ومن تم الانتقال إلى موضوع الاصلاح الاجتماعي في المنظور الاسلامي، للباحث:
أ.م.د. احمد الحسني، الاصلاح الاجتماعي في المنظور الاسلامي/ السيد محمد باقر الصدر انموذجاً.
  بداية ذي بدء أن الاسس المنطقة للاستقراء، هي محاولة من السيد محمد باقر الصدر الى أن يجمع الاستنباط والاستقراء.
 والسؤال الذي يطرح نفسه هوهل السيد محمد جاء من عندياته ام هو فهم الدين بفهمه الخاص وقدم مالديه باعتباره مصلحاً...؟
وفي ذلك نقول أن الدين مُنتج للحضاري وليس منتج حضاري، يقول السيد محمد باقر الصدر في بحثه عن مشكلة الانسانية، فيقول وهذه المشكلة عميقة الجذور وهي مشكلة فكرية بالدرجة الاساس.
واما فيما يخص النظام الاجتماعي فهو يقول أن النظام الاجتماعي وهو الذي يتكفل بالعلاقات بين الافراد يقوم ان للنظام الاجتماعي تكيفاً يضمن ديمومة العلاقات الاجتماعية بين افرادالمجتمع ، وقد اطلق مصطلح النظام الاجتماع.
 اما م.م. حسن حمدان، فقد كان بحثه منصباً على جدلية الحرية عند السيد الشهيد محمد باقر الصدر.. جدلية الحرية ... قراءة في فكر السيد الشهيد الصدر
    ينطلق السيد الشهيد الصدر من الاسلام بوصفه نظاما عاما وشاملا من اجل خير الانسان والمجتمع، ولكن هذا النظام لا يمكن له ان يبرهن على احقيته في قيادة الامة ما لم يتم نسف الفلسفات الاخرى التي تفرض نفسها على المجتمعات من خلال ادعائها بانها الاكثر جدوى في مجال تحقيق الخير والرفاهية العامة لبني الجنس البشري.
    وتمثل الحرية المنطلق الاهم للفلسفة الليبرالية والتي عبر عنها ادم سمث بمقولته المشهورة (دعه يعمل دعه يمر) والتي تتناغم مع الاقتصاد الرأسمالي، الأمر الذي دفع دعاة الرأسمالية الى التوسع في مفهوم الحرية من اجل ان يكون لها فلسفة خاصة تنطلق من الاقتصاد وتنتهي في السياسة والمجتمع، الأمر الذي جعل الكثير من البلدان، تندفع باتجاه تطبيق النموذج الليبرالي متخذتاً اياها اساسا فلسفيا لإقامة مجتمع ديمقراطي حر يسعى من اجل ان يكون الانسان هو الحاكم والمحكوم مستندة بذلك على حريته في اختيار من يمثله لإدارة دفة الحكم.
    ومن هنا اخذ السيد الشهيد الصدر على عاتقه مهمة كبيرة تتمثل بمعالجة فكرية واقتصادية واجتماعية لأبرز الايديولوجيات المطروحة في زمنه (الماركسية الاشتراكية والليبرالية الرأسمالية)، هدفت هذه المعالجة الى تشخيص مكامن الخلل ووضع العلاج المناسب لها مستندا في هذا العلاج الى فكرة مفادها ان الاسلام هو الفكر الانسب لمعالجة التناقضات وخلق مجتمع الرفاه الانساني.
لم تكن هذه المعالجة عبارة عن جدال عقلي ارسطي، وانما استندت الى نسف الثوابت الفلسفية بنفس الادوات الفكرية التي تم البناء عليها.
الاسلام والحرية:
    يقول فولتير (ان اردت ان تتحدث معي فحدد مفاهيمك)، قبل الولوج الى موضوع العلاقة ينبغي تحديد المفاهيم الاساسية لها، وطالما ان الاسلام مفهوم واضح لا اختلاف عليه، لذا نلجئ الى تحديد مفهوم الحرية بغية معرفة الافق الذي تسير وفقه جدلية العلاقة بين (الحرية ـ الفرد) و(الحرية والمجتمع).
    ومن خلال تفكيك المفهوم السابق نحصل على التالي
1.    الحرية فضيلة من الفضائل الاجتماعية والانسانية: يتفق السيد الصدر على هذا المنطلق بل يدلو بدلوه اكثر من ذلك معتبرا بان الحرية تعبير اصيل عن حقيقة الارادة الانسانية، كما انها تعبر عن صلة عاطفية ملتسقة بالذات الانسانية، وهذه الظاهرة العاطفية نجد تفسيرها في جانب ثابت من تكوين الانسان وهو الارادة، وهو لذلك يحب الحرية ويهواها، لأنها تعبير عملي عن امتلاكه لأرادته وإمكان استخدامها لمصالحه.
2.    انعتاق الفرد من القيود الفكرية التي تحدد حركته وتعيق تفكيره: وهنا يبدأ الاختلاف بالاتساع، اذ ان الشهيد الصدر لا ينظر الى هذا المفهوم بوصفه فضيلة عالية ولا بوصفه مفهوم عقلاني وواقعي يتلائم مع الحياة التي يخوض الفرد غمارها بوصفه كائن في المجتمع، بل انها حالة من التيه التي تحول الانسان من انسانيته المرتبطة بعبادة الله الى فرد يعب الشهوات واين ما مالت يميل معها.
3.    وصول الانسان الى غاياته التي يرغب بتحقيقها: هنا يقف الاسلام بين ما هو مسموح وممنوع، فالإسلام لا يرتضي للفرد ان يترك النظام الاجتماعي و الاخلاقي الذي خطه الرب من اجل خيره، لكي يضحي عبدا للغرائز والاندفاعات الوقتية، والتي قد تسلخ الانسان عن حريته الحقيقية ليغدوا عبدا من جديد دون ان وعي أو ادراك لعلل الشرائع وما لمخالفتها من عبودية وضياع.
كيف تبدأ الحرية وفق المنظور الإسلامي:
    يفهم الاسلام الحرية بوصفها اسلوبا ومنهجا للحياة تستند على عبادة الله وتجسد حركته، تطبيق خطته في الارض من خلال اقامة العدل واجتناب الظلم.
    والسؤال الذي يطرح هنا، هل ان أساس الحرية لدى الاسلام عبودية ؟!
نعم انها كذلك، الا انها ليست عبودية تسلخ الانسان عن ذاته وانما عبودية تمثل الطريق للتحرر من الرغبات الدنيئة والشهوات الانفعالية غير المقننة.
    وان فكرة الحرية المطلقة لم تكن على الاطلاق حقيقة وانما قننت هي الاخرى بما قاله مونتسكيو (الحرية هي ما يسمح به القانون) ، والحرية الليبرالية تنتهي للفرد عندما تتعارض مع حرية الاخرين، لذا فنحن هنا امام أساس ثاني يقابل الله في الاسلام الا وهو القانون في الفكر الليبرالي المعاصر، والقانون بحد ذاته يستند على ارادة الجماهير بوصف الديمقراطية تعطي الحق في تقرير القانون وانفاذه.
اي اننا الان امام ثنائية (الله ـ قانون)، ويختلف الاول عن الثاني، على الرغم من ان ليس هناك مجال للمقارنة الا ان المحاجة تكون وفق الادوات نفسها كما اعتمد الشهيد الصدر، بان فلسفة التشريع الالهي لا تخضع لأهواء العامة، ولا ترتكز على اهداف شخصية لحكومة أو فرد مستبد، بل انها تسير نحو اقامة توفيق داخلي (نفسي) وتوفيق اجتماعي (عام)، فلا يغدو الفرد مغتربا عن المجتمع ولا تتسيد الارادة المصلحية لأغلبية أو اكثرية على حساب الحق الواجب (كما يراه الله سبحانه وتعالي).
    اما القانون فلا يعدو ان يكون في اغلب الاحيان ابن السلطة الحاكمة (فالقوانين ارادات) واما الديمقراطية فيعيبها انها لا ترتكز على أساس يعصمها من الوقوع في خطيئة الاستغلال تارة والاقصاء تارة اخرى، فالاغلبية تجير الحياة الاجتماعية من اجل مصالحها، وتكون الضحية هي الاقلية والتي تحاول الديمقراطية ان تجد لها مخرجا من هذا اللبس، الا انها تعود لتنزلق من جديد في تهميش الافكار التي تتعارض معها أو تقف من ارادات عامة توصف بانها صدرت عن اقلية لا حول لهم ولا قوة.
    وقد نتفق هنا مع كارل ماركس من حيث ان النظام الطبقي لا يمكن له ان يبني عدالة اجتماعية وما افرازاته من الديمقراطية وحكم القانون والحرية وغيرها الا ذر الرماد على العيون من اجل فرض نظام محدد يحفظ للطبقة المستغلة نفوذها على حساب الطبقة المستضعفة.
الاصنام والحرية:
    الاصنام (افكار أو اشخاص) تمثل المرجعية الفكرية لفهم العالم، لدى الكثير من ابناء الجنس البشرية، يذكر الامام علي (ع) في وصيته الى كميل ابن زياد (النَّاسُ ثَلاثَةٌ : فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ فينجوا)، ويضح لاغلب المختصين في العلوم الانسانية عمق صدق هذه العبارة، لانها تحاكي الواقع محاكات كبيرة، ومصاديقها ظاهرة للعيان، في اشد بلدان العالم تطورا.
    ومن هنا يصنع اتباع الناعقين اصنامهم، الخطوط الحمراء التي لا يمكن للناس تجاوزها وما ان انتقدوها ألا وتمت تصفيتهم من قبل الهمج الرعاع، وابرز ما يدلل على سلوكيات هؤلاء الغير منضبطة هو السلوك الجمعي بمفهومه النفسي والاجتماعي والذي يرتبط بالغوغاء والثورة والعنف غير المبرر، والاستناد على عاطفة الهياج لا على العقل والتحليلات المنطقية.
    ورب سائل يسأل ان كل ما سبق ممكن ان يرتبط بالدين ايضا، فهناك من الفرق الفكرية والمذهبية من ساروا على نفس هذا الطريق على الرغم من عبادتهم لله ؟
    نعم نحن نتفق مع هذا السؤال بكل تفاصيله عدا اخر مفردة (الله)، وهنا يكون التحليل ميتافيزيقي بالنسبة للبعض، وهناك من يراه هروب فلسفي من جوهر مشكلة مطروحة على ارض الواقع، الا انه حق لمن تحسسه أو عاشه، ولا يأتيه الباطر لا من خلفه ولا من بعده، انه بكل بساطة الحب!
    الطريق الى الحب في الله يتطلب التفريق بين (عقل ـ مجتمع) و (الله ـ عقل ـ مجتمع)، فالحالة الاولى ترتبط بقوة البصر و شدة التحليلات المنطقية الا انها تبقى كما يقول غوته (شاحبة هي النظريات - يا صديقي – بينما تظل شجرة الحياة خضراء دائما)، فالعقل ما قبل الله يختلف عن العقل ما بعد الله، اذ ان في الثاني رحيق بقوة ماء النار، يذيب اقفال القلوب لتنفتح على بعضها اولا، ولتفتح باب العقل ثانيا، فيغدو العقل عقلين، الاول علماني محدود ومشوش وشاحب فاقدا للبصيرة بأغلب احكامه، فلا يتمكن من سبر غور ما وراء التشريع الهي (علل الشرائع)، محولا الحياة الاجتماعية الى حقل تجارب يكون ضحيتها الاول هو الفرد البسيط.
    وبالعودة الى موضوع الاصنام نجد ان الانسان يتأثر ببني جنسه، ويهم بخلق صنم ليعبده اذ لم يجد من هو حق للعبادة، وهنا تأخذ العبادة جدلية محددة، تقترن مع ما اطلق عليه الدكتور عبد الجليل الطاهر (الجدلية الصنمية) بقوله (كثيرا ما يفقد الناس اللثقة في الصنم الاجتماعي، ويضعف ايمانهم به وتقديسهم له بالرغم من ضخامة قاعدته، وقوة ركيزته، عندما يظهر للوجود صنم جديد يستجيب لرغبات الناس وحاجاتهم، لأنه استطاع ان يتلمس مشاعرهم وأحاسيسهم وان يضع خطة لتحقيق طموحهم).
    فهل تصدق هنا مقولة الامام الحسين (ع) (إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ(
لذا فأن الهروب من الحرية من جهة و محاولة التخلص من الاغتراب من جهة اخرى، تجعل الانسان باحثا عن افضل ما يمكنه عبادته، ولعل المثل المصري يقترب من هذا الفهم بقولهم (الي ملهوش كبير يشتريلوا كبير)، ولعمري ان الوجودية السارترية لم توفق لأنها جعلت الانسان في مصاف اعلى منه، فهو وعلى الرغم من كامل قداسته الا انه مجبول على ان يكون عبدا، مهما تشدق بمفردات الفلسفات أو ارتدى معاطف الايديولوجيات من الخضراء الى الحمراء.
الا ان ليست كل عبودية تمثل إغتراب، الا تلك التي تشيء الانسان محولة اياه الى كائن غريزي مفرغ من الداخل عبدا لشهواته ونزعاته الفردية.


وفي نهاية المطاف فتح باب المناقشات والمداخلات العلمية من جانب الحضور في الندوة، وقد كان أو المتداخلين هو:
الدكتور خليل ابراهيم:
 وهو عضو الفريق الاستشاري لبيت الحكمة التساؤل، الاول مع الشيخ الخالص اشار إلى أنه لا يمكن عزل الدين عن السياسة، فهل نجحت في ذلك الدول الغربية، ام أن العزل كان شكلي؟
جواب الخالص: هو هل يمكن فصل الدين عن الحالات النفسية الاجتماعية فضلاً عن الحالات السياسية، حتى الادعاء بفصل الدين والدولة، قد يكون هناك عزل الدين عن الحياة السياسية، فالدين هو منطلق للعلم والتكنلوجيا.. الحالة النفسية للانسان لا يمكن فصلها عن الدين..
الدولة لا تكون حاكمة على الدين، ولكن يجب أن تسير وفق متبنيات الدين.
تساؤل الثاني: إلى استاذ حسن اعترض على استعمال مصطلح الغريزة، مع سلوك الإنسان، وانما  الاصح القول أن للانسان استعدادات ...
استاذ حسين باحث في قسم الدراسات الاقتصادية، الملكية في النظام الاسلامي تجاوزت السلبيات التي كانت موجود في بقية النظم الاجتماعية الراسمالية والاشتراكي.
مداخلة السيد رئيس الامناء في بيت الحمة الدكتور احسان الامين:
•    لايمكن للانسان أن يفصل اي جزء من اجزاء الحياة لانها كلها مترابطة ترابطاً عضوياً جدليا، كما هو الحال في فصل الروح عن الجسد، اذن لابد أن يكون فصل الدين عن الدولة بسياقها التاريخي، ولذلك فصل الدين عن الدولة هو عملية فصل للحاكمية، عندما كان الرئيس ياخذ فرمان من البابا، ولكن الحاكمة تكون هنا للقانون والمجتمع المدني والدولة، ولذلك صاحب الفكر الديني ضمن المؤسسات القانونية.
•    وشارا الصدر أن دور العلماء هو دور الشاهد الذي يؤشر على مواطن الخلل أو الظلم والحيف، كثراً ما تطرح في التاريخ الاسلامي، اشكالية التشريع الديني والمدني.
•    الحرية بالنسبة للباحث حسن أن الحرية تعني أن الإنسان يفترض أن يعود إلى حاكمة الله ويتجنب إلركون إلى الحاكمات الفراعنة.
•    وكل الحريات الشخصية مقيدة في كل المجتمعات وهي نسبية من مكان إلى مكان وزمان، فالحرية في المجتمعات الديمقراطة اكثر مسؤولية من غيرها في المجتمعات الاخرى...
•    الشهيد الصدر تكلم عن العقيدة والشريعة واضاف ثلاثية عقيدة شريعة دستور
الشيخ الخالصي، العقيدة المتصارعة ثنائية صراع الرجل والمراءة هناك اخطاء في الفهم، ميزة الدين هو نظام شامل للحياة يضع كل شيء من حياة الإنسان في مكانه....

التوصيات:
في ختام هذه الندوة التي تعرضت لنتاج عالم ومفكر وعلم من اعلام الدين والفلسفة، نعرض بعاَ من ابرز التوصيات التي توصلت اليها هذه الندوة وهي:
1.    عقد مؤتمر موسع يتناول الابعاد الفكرية والمعرفية والاخلاقية والانسانية، للسيد الشهيد محمد باقر الصدر.
2.    تسليط الضوء على البعد السياسي والحركي في شخصية الشهيد الصدر..
3.    دعوة الباحثين الى التوسع في بحث ودراسة الموضوعات سالفة الذكرة، بغية اغنائها بمزيد من العلمية والموضوعية والرصانة..
4.    العمل على تدريس فكر السيد الشهيد الصدر في الكليات والمعاهد، وفي اقسام الفلسفة، والاقتصادية،والاجتماعية، بغية الاستفادة من هذه التجربة العلمية والمعرفية الرائد.
5.    ينبغي قراءة فكر الشهيد الصدر وفق الحالة العراقية الراهنة لا وفق التصورات الفلسفية المجردة، بغية تحويل الفكر الى سلوك بقدر ما يخدم الصالح العام
6.    لا تفهم الحرية بوصفها انفلاتا ثقافيا كان أو سلوكيا، وانما تفهم في سياق الارادة الحرة الاصيلة، التي تنزع بالانسان نحو الخير والصلاح.
7.    اعادة رسم هيكلية النظام السياسي وفق المنهج الديمقراطي الذي رسمه الشهيد الصدر، والذي يستند بحقيقته على الاسلام، من خلال نبذ مفاهيم الاكثرية والأقلية، لإرساء حكم وطني يهدف الى خير الانسان.
8.    الابتعاد عن الاطار المصلحي في التعامل، وغرس روح الايثار، اذا يتبين لاي مطلع على الدين الإسلامي انه يستند في فلسفته الفكرية على العطاء، وهذا العطاء يشكل المنطلق الاساسي للإيثار والتحرر من الرغبات.
9.    يؤسس كل فكر مكانته ضمن السياق المجتمعي من خلال تحوله الى اداة لتغيير الواقع، واعادة تشكيله الى الافضل، لذا وجب تدريس تجربة الشهيد الصدر بمنهجيتها المتكاملة (فلسفة -ايديولوجيا-،اقتصاد، سياسة)، وعدم اقتطاع اي جزء لكي لا تشوه الصورة لدى المتلقي.

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر