مئوية شبلي شميل وعبد الرحمن بدوي قراءة في نتاجهما الفلسفي و فكرهما التنويري
2017-04-05
ندوة اقامها قسم الدراسات الفلسفية
مئوية شبلي شميل وعبد الرحمن بدوي قراءة في نتاجهما الفلسفي و فكرهما التنويري
أقام قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة ، بالتعاون مع كلية الآداب ، ندوته العلمية الشهرية ، بمناسبة مئوية وفاة المفكر العربي (شبلي شميل) وولادة المفكر العربي الآخر (عبد الرحمن بدوي)، في يوم الثلاثاء الموافق 28/3/2017 ، وقد بدأت الندوة برنامجها في تمام الساعة العاشرة ، بإدارة التدريسيين في قسم الفلسفة بكلية الآداب الجامعة المستنصرية كل من ، الأستاذ المساعد الدكتور (كريم حسين الجاف) رئيساً للجلسة، والدكتور سلام عبد الجليل البحراني مقرراً لها. وقد تضمن برنامج الندوة تقديم أربعة قراءات أو أوراق بحثية، أنقسمت بواقع قراءتين عن المفكر شميل ومثلهما عن بدوي، وبعد تقديم السيدين رئيس الجلسة ومقررها لحياة المُفكِرَينِ (شميل، وبدوي) وأبرز محطات تكوينهم ونتاجهم الفكري والفلسفي ، قُدِمَتْ الأوراق البحثية ، وفقاً للترتيب الآتي :
أولاً : محور المفكر (عبد الرحمن بدوي)، والذي تضمن قراءتين هما :
1- البحث الموسوم بـ (عبد الرحمن بدوي ودوره في إثراء الفكر الفلسفي المعاصر) والذي تقدم بقراءته الأستاذ الدكتور (حسن مجيد العبيدي) ، أستاذ الفلسفة وتاريخها في قسم الفلسفة بكلية الآداب الجامعة المستنصرية، وقد أنقسم البحث على عدة محاور بدءاً بالتعريف بالمفكر (عبد الرحمن بدوي) وترجمة حياته وتكوينه الفلسفي والفكري، ثم مشروعه الفلسفي الذي تضمن الحديث عن أهمية بدوي في المسار الفلسفي وأهمية نتاجه الفلسفي الذي توزع بين مجالات فلسفية متعددة منها (البحث في الإستشراق، وتحقيق وترجمة النصوص الفلسفية لعدة فلاسفة من مختلف المدارس والحقب الفلسفية، والتأليف في تاريخ الفلسفة وموضوعاتها المتنوعة، وغير ذلك كثير) وحضور هذا النتاج في أغلب المكتبات العالمية وبمختلف اللغات، ثم تطرق البحث الى تبني بدوي للفلسفة الوجودية بصورتها الهايد غرية والإشارة الى مقاربة مهمة ضمن هذا السياق بين كتابه الأبرز (الزمان الوجودي) والذي حاول فيه الحفر في التراث الفكري العربي والإسلامي لإيجاد مصاديق لما يتبناه من طروحات فيه، وأحد النصوص المهمة للفيلسوف الإسلامي (النراقي) والذي حققه الدكتور العبيدي تحت عنوان (الوجود والماهية) ، وغير ذلك من المحاور الأخرى.
2- البحث الموسوم بـ (يقظة الفيلسوف: أضواء على موقف بدوي الأخير من المستشرقين) والذي تقدم به الأستاذ المساعد الدكتور (باقر إبراهيم حسين) رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة واسط، وقد تركز البحث على بيان التحول في موقف بدوي تجاه بعض المستشرقين الذين كان يكيل لهم المديح في بداية حياته الفكرية.
ثانياً : محور المفكر (شبلي شميل) ، والذي تضمن قراءتين هما :
1- البحث الموسوم بـ (قراءة في المشروع التنويري لشبلي شميل وعبد الرحمن بدوي – مقاربة أولية) والذي تقدم به الأستاذ الدكتور (علي عبد الهادي المرهج) أستاذ الفلسفة الإسلامية والفكر العربي المعاصر في قسم الفلسفة بكلية الآداب الجامعة المستنصرية، وقد حاول الباحث إبتداءً إبراز محاور التقارب بين شميل وبدوي من جهة إسهامهما في (الفكر الحر المدني)، وانتمائهما الى المجال الأرحب للفكر الإنساني (الوضعي) ومؤلفات كل منهما في هذا المجال.
كما أشار الباحث من جهة أخرى الى أهمية الإلتفات الى أن ما يميز شميل عن بدوي ليس النتاج التأليفي، بل الفترة التي ظهر فيها كل منهما، إذ أن شبلي شميل كان قد ظهر في تلك الفترة النهضوية ، وحاول فيها بث فكره التنويري قارئاً وموظفاً فكرة (النشوء والإرتقاء)، ولكن لا كما وضعها (دارون) بصيغتها الحدية، بل كما قرأها (بوخنر) الذي كان أكثر حيادية تجاه الدين...
كما تطرق الدكتور المرهج الى نزعة شميل السياسية التي تميل الى القومية وإعلاء شأن الوطنية على أي إنتماء آخر، وربط ذلك بإنتمائه الى المسيحية ...
وتضمن البحث قراءات لجوانب متعددة من فكر شميل وتأسيسه وجماعته لما يشبه المدرسة الفكرية التنويرية، مقارناً ومقاربا لتلك المحاور مع ملتقياتها لدى بدوي.
2- البحث الموسوم بـ (شبلي شميل رائد التنوير العربي) والذي تقدم به الأستاذ المساعد الدكتور (رائد جبار كاظم) أستاذ الفكر العربي المعاصر في قسم الفلسفة بكلية الآداب الجامعة المستنصرية، والذي إنطلق فيه الباحث من نصوص شميل مقتنصاً منها ما يتبدى فيه نزوعه التنويري، مقارناً لها بنصوص مفكرين آخرين ذات توجهات مشابهة. كما تحدث الباحث عن مكانة شميل بين العلم والفلسفة والصحافة مشيراً الى مساهماته الفاعلة في إصدار المجلات العلمية والفلسفية والثقافية والأدبية ذات التوجهات التنويرية، وسعيه الى إدخال مناهج متطورة في التعليم ، والتأسيس لمفاهيم الوطنية والحرية والمساواة السياسية .. وتطرق الباحث أيضاً الى محاولة شميل للربط في طروحاته بين الثقافتين الغربية والعربية وتأثيره في هذا المنحى على مفكرين معاصرين.
وأختتم الدكتور رائد بحثه بإثارة قضية التساؤل عن الواقع العربي الراهن بعد مائة عام، مكرراً سؤال وهموم النهضة التي طرحها شميل وأمثاله من المفكرين ذوي النزعة التنويرية.
أخيراً إختتم السيد رئيس الجلسة فعاليات الندوة شاكراً قسم الفلسفة في كلية الآداب وقسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة، وعمادة كلية الآداب لسعيها الدائم في دعم الفعاليات الثقافية والعلمية، ثم قام السيد رئيس قسم الفلسفة في كلية الآداب ورئيس قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة الأستاذ المساعد الدكتور محمد حسين النجم بتوزيع كتب الشكر والتقدير الموجهة من عمادة كلية الآداب الى القائمين على الندوة والمساهمين فيها.
|