الفلسفة والتعايش
2016-08-29
ورشة عمل اقامها قسم الدراسات الفلسفية
الفلسفة والتعايش
بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين عقد بيت الحكمة قسم الدراسات الفلسفية ورشة العمل بعنوان ((الفلسفة والتعايش)) صبيحة يوم الاثنين الموافق29/8/2016 الساعة العاشرة صباحاً في قاعة الاجتماعات في بيت الحكمة.
رئيس الجلسة: :أ.م.د. محمد حسين النجم
مقرر الجلسة : د. اياد كريم الصلاحي
الباحثون المشاركون:
1- التعايش السلمي في ظل الموجة الحضارية الثالثة
(قراءة في كتاب انشاء حضارة جديدة سياسة الموجة الثالثة) (ألفن وهيدي توفلر)
للباحثة م.م.د. ولاء مهدي الجبوري/ كلية التربية الاساسية/ الجامعة المستنصرية
وضحت الباحثة ان المختصون يشيرون الى ان الاصل في العلاقات الانسانية هو التعارف والتعاون والاستثناء من التباغض، لذا فان (التعايش) بمعنى العيش المشترك بين جميع البشر كونه ضرورة لا غنى عنها، و (مصطلح التعايش السلمي) هو من المصطلحات الحديثة الذي تتباين فيه وجهات النظر الى حد ما. الا ان ظهوره ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياسات الخارجية للدول وما نتج عنها من صراعات ونزاعات وبالتالي وفي ظل الصراعات العالمية المستمرة، طرحت تلك الدول مفهوم (التعايش السلمي) بدلاً من مفهوم (التعايش الحربي). وثمة من يعرف التعايش السلمي بانه (سياسة خارجية تنتجها الدول المحبة للسلام وتستند الى فلسفة مقتضاها نبذ الحرب بصفتها وسيلة لفض المنازعات وتعاون الدول مع غيرها من الدول لاستغلال الامكانيات المادية والطاقات الروحية استغلالاً يكفل تحقيق اقصى قدر ممكن من الرفاهية للبشر بغض النظر عن النظم السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية).
2- التعايش وعلاقته بالوعي الفلسفي الانساني
للباحثة أ.م.د. غادة عبد الستار
وضحت الباحثة ان مفهوم التعايش هو مفهوم قديم يعود تاريخه الى البدايات الاولى لظهور التجمعات البشرية. وقد أكدت عليه جميع الاديان السماوية المقدسة والتي شجعت على لغة الحوار والتفاهم والتعاون بين الامم المختلفة بعيداً عن اسلوب العنف والصراع والاقصاء والعنصرية واثارة الحروب، وكذلك كان على الانسان ان يكون محكوماً تجاهها بواجب الطاعة والتبعية والتقليد والتكليف، سالبة منه بحكم التولي اليقيني التلقائي والالزامي والسلطوي حقه الطبيعي الاساسي الحر في الحياة. والتخلص من ذلك يحتاج ان يعرف الانسان ان له حقاً أصيلاً في الحياة، يتلخص في ان يكون الانسان حراً وقبل كل شيء في قبول او رفض ما يجده امامه من ثقافات ومعتقدات وموروثات، وليس ان ينحني امامها خاضعاً مستسلماً، فان لاختياره وحريته وقراره تطبيقاً لثقافته الواجب عليه تجاهها كما تدعوا اليه وتعمل به المعتقدات الدينية والتراثية والثقافية والايديولوجية.
3- التعايش في ظل فلسفة الاعتراف عند الفيلسوف الالماني اكسل هونيث
للباحثة م.د. غيداء محمد حسن
بيّنت الباحثة ان البشر يختلفون في تكويناتهم البيولوجية والنفسية والفكرية، وتختلف تبعاً لذلك المجتمعات فتكون لها تفاصيلها الفكرية والاجتماعية والسياسية. والتاريخ حافل بنماذج يبرز فيها التعدد والتعايش بين ثقافات مختلفة، لكن التعايش لكي يتحقق يجب ان يتضمن الاعتراف بان الاخرين موجودين بحيث يتم الاطلاع على ثقافتهم والاقرار بحقوقهم من دون المداهنة والتسليم بافكارهم ومواقفهم أياً كانت.
لقد كانت فكرة التعايش محل اهتمام الفلسفة والفلاسفة عبر عصور التاريخ الفلسفية، فوضع الفلاسفة افكاراً يمكن عدها بمثابة ضوابط ومعايير تدعوا الى الاخذ بما ينسجم مع القيم الانسانية العامة ورد ما يتعارض معها.
ويعد التعايش حاجة ملحة وضرورية فضلا عن كونه هدفاً وغاية في مجتمعات تتميز بتنوع عرقي او ديني او ثقافي. ومن أهم متطلباته وجود مؤسسات تعمل على وفق آليات تستوعب التنوع والاختلاف ولا تسمح او تعميق تطور الاختلافات الى خلافات حادة وعنيفة. وعدم وجود مثل هذه المؤسسات يؤدي الى قيام النظام الاستبدادي الذي يعبر بوضوح وقوة عن حالة من العجز في استيعاب التنوع واحتوائه والاستفادة منه لمصلحة المجتمع ككل، لان النظام الاستبدادي يقوم على تفضيل جماعة معينة من المجتمع من اجل دعم استمرار الحكم والسيطرة على الثروات.
|