المواجهة القانونية والسياسية للأرهاب

2016-04-27

المواجهة القانونية والسياسية للأرهاب

ندوة اقامها قسم الدراسات القانونية وقسم الدراسات السياسية


المواجهة القانونية والسياسية للأرهاب

بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين عقد بيت الحكمة قسم الدراسات القانونية وقسم الدراسات السياسية والاستراتيجية ندوة بعنوان ((المواجهة القانونية والسياسية للأرهاب)) صبيحة يوم الاربعاء الموافق27/4/2016 الساعة العاشرة صباحاً  في قاعة الاجتماعات في بيت الحكمة.

رئيس الجلسة: أ.د. محمود علي الداود –مشرف قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية-بيت الحكمة مقرر الجلسة  : م. تغريد عبد القادر –كلية القانون– الجامعة المستنصرية


ابتدأ الجلسة الاستاذ الدكتور محمود علي الداوود/مشرف قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية في بيت الحكمة بكلمة افتتاحية للجلسة تحت عنوان (المواجهة السياسية للارهاب الحاجة الى رؤى عراقية جديدة) وضح فيها ان ما حدث في الرابع عشر من شهر حزيران تسلل بضعة مئات من المرتزقه الى مدينة الموصل التاريخية وتمكنوا من احتلالها من دون اطلاقة واحدة مستغلة الظروف السياسة غير الطبيعية السائدة والفراغ السياسي والفكري ومن الموصل وبسرعة فائقة غير معهودة احكموا سيطرتهم على أهم المدن العراقية على نهري دجلة والفرات والمنطقة الغربية بأسرها وهكذا اصبح أكثر من عشرة ملايين عراقي يخضعون للارهاب الذي  بدأ بتنفيذ خططه الرهيبة في تدمير الانسان العراقي والبنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية والحضارية.استيقظ سكان الموصل وتكريت وبيجي والرمادي والفلوجة ليجدوا مدنهم مخربة والملايين من اهاليها مهجرين او نازحين او هاربين خارج العراق يواجهوون المجهول .وفي هذه الارض العراقية الطاهرة التي شهدت بطولات التاريخ ، نفذ الارهاب عمليات وحشية من الابادة الجماعية لا سابق لها في تاريخ الكوارث البشرية ولم يسلم الانسان او البنى التحتية التراثية من متاحف وآثار حضارية مشهودة والجوامع والكنائس والمكتبات من التدمير الشامل.
   بعد استيعاب نسبي لصدمة الارهاب نهض العراقيون من سباتهم وشاركن المرجعيات الدينية المحترمة والجهود الكبيرة لاعادة بناء القوات المسلحة وبالتعاون مع الحشد الشعبي لمواجهة الخطر الداهم الذي استهدف القضاء على العراق شعباً وحضارة.
   واليوم والحمد لله فان الجيش العراقي الباسل قد استعاد المبادرة وهو يلحق الهزائم بالقوات الغازية من مرتزقة العالم بتعاون دولي محدود وفي ظروف داخلية صعبة ومعقدة.
 ان هذا التحول الايجابي في ساحات القتال حيث يحقق ابطال القوات المسلحة والحشد الشعبي الانتصارات وتحرير المدن والقرى والارض العراقية الواحدة تلو الاخرى رغم وسط ظروف سياسية داخلية واقليمية ودولية معقدة وغير ايجابية يجب ان يستثمر وبسرعة من اجل وضع رؤية سياسية واضحة لمعالجة الاوضاع الداخلية في المدن المحررة وهناك حاجة ماسة لان تعد الحكومة التشريعات اللازمة الخاصة باعادة الاعمار للخراب الهائل الذي احدثه الارهاب وتشريعات اخرى الخاصة بتنظيم الحياة الاجتماعية والتربوية والنفسية والصحية والاقتصادية للمدن والقرى والمناطق المحررة .
ان الدعم السياسي والاجتماعي والمالي للجهد العسكري الكبير الذي يحقق الانتصارات تلو الانتصارات هو لازال أقل من الحد الادنى الذي يتطلب حشد المجتمع بكامله للمعركة بما في المؤسسات التنفيذية والتشريعية وكافة المؤسسات الاجتماعية والتربوية في وضع اسس ادارة وحماية وتطور المناطق المحررة.
لازال الحشد الوطني للمعركة أقل بكثير مما تتطلبه المعركة الأمر الذي يلتزم أنخراط كافة المؤسسات والقوى الاجتماعية في دعم اهداف المعركة الحالية ووضع خطط الاعمار الاقتصادي والاجتماعي بعد التحرير.
ان المعركة المقدسة في مواجهة الارهاب تتطلب مشاركة فاعلة من كافة أبناء الشعب وبدون أستثناء ومن خطط تعبوية شعبية في دعم المعركة كل من موقعه .وان يكون الشغل الشاغل للوزارات والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني والاعلام وقوى الشعب المختلفة هو تحقيق التحرير الكامل للارض العراقية الطاهرة وتأجيل الخلافات والتقاطعات السياسية التي الحقت أفدح الاضرار بالعراق حاضراً ومستقبلاً.
ان معركة التحرير تحتاج الى حشد اجتماعي كامل لكل مواطن موقعه في الدفاع عن وطنه وان يكون لرجل الدين والمرآة ورجل الدين والسياسي والاعلامي والمثقف دور مهم فيه.
  كم أتمنى ان يتوقف اعضاء البرلمان عن خلافاتهم وان ينخرط كل نائب في لجان أغاثة ورعاية للنازحين والمهاجرين والذين يهاجرون الى المجهول والى اليتامى والارامل وكم اتمنى ان تكون هناك حملات تطوع وتبرعات في كل شارع وزقاق وجامعة ومدرسة وجامع وحسينية ويبادر المسؤولون وكبار الرأسماليين والمقاولين في هذه الحملة.
ومن الضروري البدأ باصدار التشريعات اللازمة وتأليف لجان وفرق عمل متخصصة لمعالجة الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحقوق الانسان لفترة مابعد داعش وكذلك تأليف لجان للاعمار والاستثمار والسعي للحصول على دعم عربي اسلامي ودولي .
  والمطلوب من الحكومة اتباع سياسات داخلية وخارجية رشيدة والعمل على جمع الكلمة والتسامح وكسب الاصدقاء في الخارج من الدول العربية والاسلامية كافة وتطور الاداء الدبلوماسي العراقي لجذب المساعدات والاستثمارات العربية والدولية لاعمار المناطق المحررة علماً ان العراق كان في مقدمة دول العالم في مساعدة الدول العربية والاسلامية ودول العالم في حالات الكوارث ولا توجد دولة عربية واسلامية ألا كان العراق سباقاً لدعمها مادياً ومعنوياً.
البحوث المشاركة :
-    اشكالية تعريف الارهاب في الاتفاقيات الدولية
للباحث أ.د. تميم طاهر أحمد - كلية القانون– الجامعة المستنصرية 
بين الباحث ان المجتمع الدولي لم يسبق ان اهتم وتضافرت جهوده ضد ظاهرة معينة كأهتمامه وتضافره ضد الارهاب، ولم يسبق أيضاً ان تجتمع الدول جميعها على محاربة شي قبل ان تتفق على تعريفه وتحديد مفهومه إلا في حالة الارهاب، والاسباب الرئيسة لعدم التوصل الى مفهوم عالمي للارهاب هو الاختلاف بين وجهة النظر الغربية التي تنظر الى كل عمل يصاحبه العنف والخوف على انه ارهاب يجب منعه وقمعه، ووجهة نظر البلدان التي كانت او مازالت ترزح تحت الاحتلال او الهيمنة غير المشروعة التي ترى في مقاومة ذلك الاحتلال وتلك الهيمنة أمراً مشروعاً. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى هناك خلاف حول ما يمكن تسميته بارهاب الدولة الذي تسعى بعض الدول الى اخراجه من نطاق الارهاب في حين ترى دول أخرى بأن مضمون العمل اذا كان ارهابياً فيقع ضمن الارهاب الذي يجب قمعه بغض النظر ان كان الفاعل فرداً او دولة او منظمة، ونقطة الخلاف الاساسية الاخرى تكمن في الخلاف حول قيام القوات المسلحة بالأعمال الارهابية وهل تقع هذه الاعمال في نطاق الارهاب ام في نطاق القانون الدولي الانساني الذي تنظمه اتفاقيات جنيف، لاسيما وان هناك اصلاً خلاف حول تحديد مفهوم القوات العسكرية لاسيما وان هناك ميليشيات وشركات عسكرية خاصة بدأت حديثاً تشارك في الاعمال العسكرية في أوقات النزاع المسلح أو وقت السلم.

-    جريمة التحريض الالكتروني على الارهاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي
للباحث د. مازن خلف الشمري- كلية القانون– الجامعة المستنصرية 
وضح الباحث ان التحريض على الارهاب لم يكن وليد الساعة بل ظهر في صورة الخطاب التحريضي باعتلاء المنابر لا سيما في العصور الوسطى تحديداً في اوربا اثناء الحروب الصليبية، اذ يتضح ذلك في خطاب البابا (اوريان الثاني) في مدينة كليرمونت في فرنسا عام 1059م والذي كان سبباً في قيام الحروب الصليبية عندما دعا فيه النصارى الى حمل السلاح والتوجه نحو الشرق حيث دعا في خطابه للحرب والارهاب والحث عليهما حينما قال : (انهضوا وأديروا اسلحتكم التي كنتم تستعملونها ضد اخوانكم ووجودها ضد اعدائكم اعداء المسيحية)، لذلك يعد التحريض الخطابي على الارهاب من أقدم صور الجرائم التي تتعلق بالعنف والقتل والتخريب. اما اليوم فان وسائل الاعلام لاسيما الالكترونية منها قد حلت محل التحريض الخطابي واصبح التفاعل عابراً للحدود ومن ثم ظهور ما يعرف بالمجتمعات الافتراضية التي سهلت بدورها نقل المعلومات من والى الافراد عموماً على الرغم من تباين ثقافاتهم

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر