ترجمة المصطلح الفلسفي – تجارب عراقية
2015-12-27
ندوة اقامها قسم الدراسات الفلسفية
ترجمة المصطلح الفلسفي – تجارب عراقية
عقد بيت الحكمة قسم الدراسات الفلسفية الندوة العلمية المعنونة بـ ( ترجمة المصطلح الفلسفي – تجارب فلسفية ) على قاعة الاجتماعات في بيت الحكمة في يوم الاثنين الموافق 14 كانون الاول 2015 في الساعة العاشرة صباحاً برئاسة الاستاذ المساعد الدكتور زيد عباس الكبيسي استاذ الفلسفة في جامعة الكوفة وبمقررية الدكتورة هديل سعدي موسى استاذة الفلسفة في كلية الآداب الجامعة المستنصرية وبحضور رئيس مجلس امناء بيت الحكمة الاستاذ الدكتور احسان الامين ومشاركة مشرف قسم الدراسات الفلسفية الاستاذ الدكتور حسن مجيد العبيدي استاذ الدراسات العليا في كلية الآداب حضور السادة رؤساء الاقسام العلمية وكوكبة من طلبة الدراسات العليا في جامعة بغداد والجامعة المستنصرية قسم الفلسفة .
بدأت الجلسة العلمية بالحديث حول المصطلح الفلسفي وضحها رئيس الجلسة ومعقباً على عنوان الندوة حول كلمة تجارب فهنالك ممارسات عراقية ضمن المدرسة الفلسفية العراقية وليست تجارب بدائية وانما هناك ممارسات فعلية لعملية تكوين المصطلحات ومن هذه الممارسات نبدأ بتقديم ممارسة استاذنا الدكتور حسن مجيد العبيدي .
- البحث الاول :- ((في تكوين المصطلح الفلسفي ونشأته وترجمته ))للأستاذ الدكتور حسن مجيد العبيدي مشرف قسم الدراسات الفلسفية واستاذ الدراسات العليا في الجامعة المستنصرية
تطرق استاذنا إلى كيفية نشأة المصطلح بصورة عامة ثم المصطلح الفلسفي خاصة وكيفية التعبير عن المصطلح بلغة توصلك مع الآخرين محاولاً الاجابة عن ماهية الدلالة الخاصة لكل مصطلح فلسفي وكيف نشأ للتداول المعرفي والتواصل الاعلامي بين الناس وما صلة المنطق ونظرية المعرفة وغيرها بالمصطلحات .
يصرح الباحث انه اللغة الاصطلاحية الفلسفية تتصف بالصعوبة وذلك نابع من طبيعية الفلسفة ذاتها واختلاف المصطلحات نابع من اختلاف نشأة المذاهب الفلسفية المتضاربة واختلاف رؤى ووجهات نظر الفلاسفة رؤاهم ووجهات النظر لديهم وهنا يضع لنا قول ديكارت في كتابة القواعد لتوجيه العقل: انه لو تم الاتفاق بين الفلاسفة على معاني الكلمات فإن كل اختلافاتهم تقريباً سوف تنتهي .
ويصرح الباحث نتيجة ذلك اصبح اهتمامه حول علم الاصطلاحات فيعرفه الدكتور العبيدي بأنه (العلم الذي يبحث في العلاقة بين المفاهيم العلمية والفلسفية وغيرها وما يقابلها من ألفاظ لغوية تعبر عن حقيقتها وماهيتها وهو علم مشترك بين علوم اللغة والمنطق والحقول التخصصية الاخرى) .
ثم ينقلنا إلى سياحة في عالم المفاهيم والمصطلحات الفلسفية تبدأ بالماهية وما يليها باللغات الانكليزية والفرنسية واللاتينية واليونانية ويقارنها مع أرسطو وآرائه ثم يعرج بنا إلى مصطلح الطبيعة وبعدها الحس .
- البحث الثاني :- (( المصطلح الاخلاقي )) للأستاذ المساعد الدكتور حسن حمود الطائي استاذ الفلسفة الاخلاقية في الجامعة المستنصرية
يستذكر الباحث كتاب ( مشكلة الحب) للدكتور زكريا ابراهيم وان الحب هو قوة كونية في حين نجد كثير بعده وهم كبير موضحاً ان لكل شئ اخلاق وقيم ومبادئ وهي ثمرة من ثمار الحياة وتساءل الباحث هل الاخلاق هي الام الحنون التي توعز الابن البار (الحب)؟ فالأخلاق دون الحب يعد خاوياً لا عنوان له ,ويعرج الباحث إلى الاخلاق في اللغة وقد وردت في معاجم عدة منها الجامع والمعجم الوسيط اما في الاصطلاح فنجد في القرآن الكريم في سورة العلم قوله تعالى ((وانك لعلى خلق عظيم)) والثانية في سورة الشعراء في قوله تعالى((ان هذا الا خلق الاوّلين)) , ثم يضع لنا تعريفات الفلاسفة للأخلاق عند فلاسفة يونان حديثة كانت أو معاصرة وعلم الاخلاق هو علم السلوك أو تهذيب الاخلاق أو الحكمة العملية أو الحكمة الخلقية والمقصود معرفة الفضائل وبين أن هناك معاني اخلاق نبيلة واخلاق مطلقة ,والاخلاق النبيلة هي مجموعة قواعد السلوك في زمان معين لمجتمع معين مثل اخلاق العرب ,اخلاق الفرس الروم, اما الاخلاق المطلقة وهي قواعد للسلوك الثابتة التي تصلح لكل زمان ومكان ,ثم يتناول الباحث مصطلح الاخلاق من الناحية السلوكية العادات والتقاليد والآداب وهكذا في القيم الاخلاقية تختلف من مجتمع لآخر كما تختلف في المجتمع نفسه من عصر إلى عصر آخر وتختلف في العصر نفسه حسب المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وبعدها يطل علينا الباحث التفرقة بين الاخلاق وفلسفة الاخلاق وعلم الاخلاق واخيراً الاخلاق عند الفلاسفة المسلمون .
- البحث الثالث : (( مصطلح فلسفة الدين )) للأستاذ المساعد الدكتور احسان علي الحيدري استاذ الفلسفة في جامعة بغداد ومعاون العميد العلمي لكلية الآداب /جامعة بغداد
يوضح الباحث ان هنالك اختلاف بين مفهوم (اصول الدين) و( فلسفة الدين) و(علم العقائد) و(علم مقارنة الاديان ) فالعلاقة تأريخية بين الفلسفة والدين والبحث عند جذور هذا المصطلح في الحضارات الانسانية غير واضح الا ان الفيلسوف كان في كتابه ( الدين في حدود العقل وحده) يتعامل مع الموضوعات الدينية من وجهة نظر عقلانية نقدية بعيداً عن التحيز اللاهوتي ثم يحدده هيجل 1832 في محاضراته عن فلسفة الدين . وبعدها تطرق الباحث إلى الحس الديني عند الإنسان وتحديد مصطلح فلسفة الدين بوصفه الرؤية العقلية النقدية للموضوعات الدينية .
ويتساءل هل النزعة الدينية فطرية أم مكتسبة وماهية طبيعة اللغة الدينية عندهم ثم ما هي حقيقة التجربة الدينية والتجربة الاخلاقية .
- البحث الرابع : (( المصطلح الصوفي الحيرة بوصفها قلقاً معرفياً )) للمدرس علاء جعفر استاذ الفلسفة في كلية الآداب /الجامعة المستنصرية :
تطرق الباحث إلى مفهوم الحيرة الصوفية فالفرد يقف مذهولاً من حيرته فهنالك دوامة في البحث عن الذات حتى يتلاشى كل شيء ولا احد في الطريق ولا دين ولا قومية ولا لغة .
فهنالك الضياع والقلق المعرفي في التجربة الفلسفية عند المتصوفة فهم اهل المعرفة واصحاب الحقيقة وقد ورد هذا المفهوم في القرآن مرة واحدة في سورة الانعام بقوله تعالى (( كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران)) وفي المدونة الصوفية الحيرة هي الدهشة والذهول كما ذكرها القشيري في رسالته وهي الانبهار امام الخالق فالحيرة الصوفية هي خلخلة لكل شعور بالذات يعدها مصدراً للقيم .
وفي ختام الجلسة العلمية جاءت مجموعة من التعقيبات والمداخلات للأبحاث بدأت بالسيد مشرف قسم الدراسات الفلسفية الاستاذ الدكتور حسن العبيدي معقباً ان الفلسفة فيلوصوفيا (حب الحكمة) ولفظة قرآنية (الحكمة) لها وضع ديني وفلسفي للمشتغل بالفلسفة (الفيلسوف ) ثم توالت التساؤلات والتعقيبات للسادة الاساتذة الدكتورة سالي محسن والدكتور علي عبود المحمداوي رئيس قسم الفلسفة في جامعة بغداد كلية الآداب ثم الدكتور باسم الالوسي وبعده الدكتور محمد النجم رئيس قسم الفلسفة في الجامعة المستنصرية ,ثم الاستاذ قاسم الدباغ المتخصص في الدراسات الاجتماعية وبعدها الاستاذ حسين غازي ثم الاستاذ احمد حسن .
|