التعاون الدولي في مكافحة الارهاب
2015-11-25
ندوة اقامها قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية
يعد الموقف الاقليمي من الحرب على تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا ، ملفاً شائكاً ومعقداً بسبب توظيف هذا الملف لمصالح اقليمية ودولية وبسبب الابعاد والاعتبارات الأمنية و السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يشملها عنوان الحرب على داعش فمواقف الدول الاقليمية متباينة بالنسبة للحرب بين داعش والعراق من جهة ومتباينة ايضاً في المواقف بالنسبة للحرب بين داعش والنظام السوري من جهة اخرى ! كما أن العديد من الدول الاقليمية تتباين مواقفها من الحرب بين داعش وفصائل المعارضة السورية باختلاق اتجاهاتها السياسية والطائفية ..
اذ عقد بيت الحكمة قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية ندوة بعنوان ((التعاون الدولي في مكافحة الارهاب )) يوم الاربعاء الموافق 25/11/2015 جاء فيها
البحث الاول :- قراءة في الموقف الاقليمي والدولي من الحرب على تنظيم داعش
اللواء الركن المتقاعد الدكتور عماد علوّ حيث بين الباحث ان الحضور العسكري الدولي واسع النطاق والمتمثل بالتحالف الدولي الذي تشكل بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وبمباركة من لدن الامم المتحدة زاد الامر تعقيدا على الصعيد الاقليمي اثر المباغتة الاستراتيجية لتنظيم داعش باجتياحه لأربعة محافظات عراقية في 10/6/2014 وتهديده للعاصمة العراقية بغداد وعاصمة اقليم كردستان اربيل وارتكابه انتهاكات واسعة عديدة بحق المدنيين العزل . كذلك الحضور العسكري واسع النطاق لكل من روسيا وايران في ساحة الصراع المسلح المباشر مع تنظيم داعش الارهابي في سوريا والى حد ما في العراق ، في وقت تبلور الاتفاق على الصعيدين الاقليمي والدولي على أن تنظيم داعش الارهابي بات خطرا" على الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي وينبغي تحجيمه ان لم يكن القضاء عليه ! خصوصا" بعد العمليات الارهابية التي نفذها التنظيم في شمال أفريقيا وعدد من العواصم والمدن الاوربية ومن ابرزها العاصمة الفرنسية باريس بالإضافة الى تفجيره لطائرة الركاب الروسية فوق سيناء وتفجير الضاحية الجنوبية في بيروت مؤخرا".
لذلك فقد تناولت هذه الورقة البحثية مناقشة ما يلي :
1. مواقف الدول الخليجية من الحرب على تنظيم داعش .
2. الموقف الايراني من الحرب على تنظيم داعش .
3. الموقف التركي من الحرب على تنظيم داعش .
4. الموقف الاردني من الحرب على تنظيم داعش .
5. الموقف المصري من الحرب على تنظيم داعش .
6. اسرائيل والحرب على تنظيم داعش .
ثم تناولت الورقة مناقشة التحالف الدولي والمعاضل التي يواجهها ، بالإضافة الى التطرق الى الاستراتيجية الامريكية في الحرب على تنظيم داعش والمسارات أو الخيارات التي بنيت على اساسها هذه الاستراتيجية ..
البحث الثاني :- دور التعاون الدولي في استراتيجية مكافحة الارهاب - تطبيق مقارن للامن الوطني العراقي
د. حسين علاوي خليفة :رئيس وحدة البحوث والدراسات السياسية. - كلية العلوم السياسية. - جامعة النهرين
حيث وضح الباحث ان الإرهاب الدولي لايزال يمثل اكبر التحديات التي توجه البشرية في القرن الحادي والعشرين ، واحد المناطق الحيوية للإرهاب الدولي واليات التعاطي نحو تهديد انموذج الدولة ، هو العراق ، فمنذ 9 نيسان 2003 والجماعات الإرهابية تعمل على تدمير الانسان والمجتمع والدولة في العراق ، ان الارهاب الدولي العابر للحدود لا يزال يلحق الألم والمعاناة بحياة الناس في جميع أنحاء العالم ، حيث لا يمر أسبوع تقريبا من دون حدوث عمل من أعمال الإرهاب في أي من أنحاء العالم، والتي تؤثر بشكل عشوائي على الناس الأبرياء ذلك لمجرد أنهم تواجدوا في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ ، إن مكافحة هذه الآفة مصلحة مشتركة لجميع الأمم، ولذلك أصبحت هذه القضية مدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ عقود.
ان الارهاب اليوم وخصوصاً الموجه من قبل داعش تجاه الشعب والمجتمع والدولة العراقية بات اكبر التحديات التي تواجه الدولة العراقية من جهة ، ومن جهة اخرى بات يهدد الامن الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط .
اولاً : الاستراتيجية العالمية لمكافحة الارهاب الدولي
واعتمدت الدول الأعضاء في 8 أيلول/سبتمبر 2006 استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب. والاستراتيجية ـ وهي على شكل قرار وخطة عمل مرفقة به ـ صك عالمي فريد سيحسن الجهود الوطنية والإقليمية والدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب. وهذه هي المرة الأولى التي اتفقت فيها الدول الأعضاء جميعها على نهج استراتيجي موحد لمكافحة الإرهاب، ليس فحسب بتوجيه رسالة واضحة مفادها أن الإرهاب غير مقبول بجميع أشكاله ومظاهره بل أيضاً بالعزم على اتخاذ خطوات عملية فردياً وجماعياً لمنعه ومكافحته. وتلك الخطوات العملية تشمل طائفة واسعة من التدابير التي تتراوح من تعزيز قدرة الدول على مكافحة التهديدات الإرهابية إلى تحسين تنسيق أنشطة منظومة الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب. واعتماد الاستراتيجية يفي بالالتزام الذي قطعه قادة العالم في مؤتمر القمة الذي عقد في أيلول/سبتمبر 2005 ويستفيد من كثير من العناصر التي اقترحها الأمين العام في تقريره الصادر في 2 أيار/مايو 2006 بعنوان "معاً ضد الإرهاب: توصيات من أجل استراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب".
وتتمثل خطة العمل للامم المتحدة :
أولا - التدابير الرامية إلى معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب
ثانيا - تدابير منع الإرهاب ومكافحته
ثالثا - التدابير الرامية إلى بناء قدرات الدول على منع الإرهاب ومكافحته وتعزيز دور منظومة الأمم المتحدة في هذا الصدد
رابعا - التدابير الرامية إلى ضمان احترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون بوصفه الركيزة الأساسية لمكافحة الإرهاب
ثانياً : تطبيقات الاستراتيجية العالمية لمكافحة الارهاب في العراق
آن الأوان لنقل الاهتمام بمكافحة الإرهاب من دائرة التعريف والتحليل إلى دائرة العمل والتطبيق في دراسة وبحث ثناياها بعد ان اصبح لدى العراق العديد من المصادر والتجارب الحية تجاه هذا الموضوع ، إذ لم يعد بإمكان عراقنا شعباً ودولة أن يتساهل تجاه مستويات الإرهاب التي أصبحت تستخدم انحراف في الدين وتوظف الصراع السياسي لتقتل العراقيين الأبرياء وتستهدف المدن العراقية ، وتحاول مهاجمة مؤسسات الحكومة والدولة بشكل عدواني آثم ، وتدق آسفين الوحدة الوطنية وتعيق التقدم باتجاه السلام والإصلاح والاستقرار للمجتمع العراقي .
وانطلاقاً من مقررات مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة الارهاب والذي عقد في 12 الى 13 اذار 2014 ، عبر توصياته والتي دعا في احد النقاط المفصلية الى ( اعتماد استراتيجيات وطنية لمكافحة الارهاب تتضمن الجوانب القانونية والامنية بالاضافة الى معالجة كافة اسبابه الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية ) ، وذلك من خلال التأسيس لنهج بحثي جديد في مكافحة الارهاب في العراق .
إن عراقنا اليوم لا يواجه صراعاً بين افراد ذاته، بل بات يواجه صراعاً من أجل الحياة، وهذا ماحفز المجتمع العراقي لاشتراك نحو قوى المجتمع العراقي تتقدمهم الحكومة العراقية لمواجهة قوى الكراهية والعنف والارهاب والمعتقدات المنحرفة التي لا تقدم أي أمل فيما عدا الهدم والتخريب للمجتمع العراقي .
تحميل البحوث كاملة
|