الاخلاق وفلسفتها في العالمين العربي والإسلامي

2025-12-18

الاخلاق وفلسفتها في العالمين العربي والإسلامي

مؤتمر علمي دولي اقامه قسم الدراسات الفلسفية


الاخلاق وفلسفتها في العالمين العربي والإسلامي
برعاية دولة رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني، وبحضور أكاديمي مميز، انطلقت يوم الاربعاء 17 كانون الأول 2025اعمال المؤتمر العلمي الدولي (الاخلاق وفلسفتها في العالمين العربي والإسلامي)، الذي يقيمه بيت الحكمة- قسم الدراسات الفلسفية بالتعاون مع مركز تجديد للفكر والثقافة تحت شعار (لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) على قاعة المؤتمرات في بيت الحكمة، بحضور أكاديمي واسع النطاق. 
سلط المؤتمر الضوء على الوعي الاخلاقي في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم، وما يرافقها من أزمات قيمية معرفية، باعتباره ضرورة استراتيجية لتعزيز الأمن المجتمعي وتحصين الهوية الحضارية، والدعوة إلى تكاتف جهود الدولة والمؤسسات التعليمية والدينية والثقافية، وبناء شراكات مؤثرة وفاعلة بين صنّاع القرار والمجتمعات المحلية والمراكز البحثية، بما يضمن تحويل القيم الأخلاقية إلى ممارسات وسياسات واقعية تجسد جوهر الرسالة الحضارية للعالمين العربي والإسلامي. 
استهلت الجلسة الافتتاحية بكلمة السيد رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة الدكتور قحطان نعمة حسن الخفاجي، تطرق فيها إلى اختصاصات بيت الحكمة العلمية والأكاديمية والمهنية التي غطت قضايا وظواهر مجتمعية مهمة من خلال اقسامه العلمية، والانفتاح الواسع الذي تشهده المؤسسة على المؤسسات الحكومية ومراكز الأبحاث، وأشار إلى أهمية النشأة المجتمعية والنصائح الارشادية التي جسدها القران الكريم، والتي تصب في موضوعة الاخلاق، مرحبا بالضيوف من داخل العراق وخارجه. 
تلتها كلمة الدكتور عارف الساعدي مستشار رئيس الوزراء، أكد فيها على أهمية الشراكات المعرفية والثقافية بين المؤسسات الحكومية والأهلية، مشيداً بأهمية مؤسسة بيت الحكمة ودورها المعرفي والريادي منذ القدم، واصفاً الاخلاق في الفلسفة العربية والإسلامية مشروعاً فكرياً عميقاً يسعى الى فهم الانسان في كينونته وعلاقته بذاته وبالآخر وبالعالم، مؤكداً ان الفلسفة الأخلاقية ليست ترفاً فكرياً بل ضرورة حضارية لبناء انسان قادر على العيش المشترك ومواجهة تحديات العصر والمستقبل، فالأخلاق لا تبنى بالتفسير ولا تستقيم بالتلقين وانما تنهض على تهذيب النفس واعمار العقل وتحقيق التوازن بين المبدأ والواقع.
فيما عبّر الشيخ قيصر عساف التميمي مدير مركز تجديد للفكر والثقافة في كلمته؛ عن اعتزازه بصرح بيت الحكمة وما تمثله من عمق استراتيجي لإنتاج المعرفة والفكر، معلناً عن إطلاق وقائع المؤتمر التي تعد دراسة شاملة وفاحصة لكل ما كُتب وأُنجز في المجال الأخلاقي في العالم عموماً وفي العالم العربي والإسلامي خصوصاً، وهو مصدر مهم من مصادر المعرفة الأخلاقية، مؤكداً على التركيز بصلب العمل الفكري والثقافي، مستعرضاً مساعي مركز تجديد للفكر والثقافة للاهتمام بالهوية الوطنية، ودراستها في العالمين العربي والإسلامي. 
كما أكد الدكتور محمد حسين النجم مشرف قسم الدراسات الفلسفية، في كلمته؛ على ان الاخلاق ركيزة أساسية من ركائز البناء المجتمعي في ظل الظروف المحتدمة التي تحيق بأمتنا العربية والإسلامية، مبيناً حرص قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة على تعزيز القيم الأخلاقية المبنية على الفكر الرصين وهي المنطلق للسير باتجاه التغيير الاجتماعي والمبادئ والقيم الأخلاقية. 
ضمت اعمال اليوم الأول أربع جلسات علمية شارك فيها مجموعة من اساتذة وباحثين عراقيين وعرب من دول مختلفة، فكانت الجزائر وتونس ومصر والمغرب ولبنان وسوريا وسلطنة عُمان من الدول المشاركة، كذلك مجموعة من أساتذة الجامعات العراقية العريقة في بغداد ومحافظات عراقنا الحبيب. 
ضمت الجلسات محاور علمية متنوعة ركزت على الأهمية المحورية للأخلاق، ودورها في بناء الانسان وتحصين المجتمع وضمان استقرار الدول والشعوب، كما تناولت موضوعات عدة منها: فلسفة الاخلاق من منظور متعدد الثقافات، وتأثير العولمة على البُنية والقيم الأخلاقية في العالم العربي والإسلامي، كذلك جدل العلاقة بين الاخلاق والدين في الفكر العربي المعاصر، مستعرضين مجموعة من النماذج الفلسفية المختلفة للسؤال الأخلاقي، والقراءات التأملية المقارنة للفلاسفة العرب. 
اختتم المؤتمر بقراءة البيان الختامي والتوصيات التي خرج بها الباحثون خلال جلسات المؤتمر، من ثم تكريم المشاركين من الباحثين ورؤساء الجلسات والمقررين. 

الافتتاح والجلسة الافتتاحية 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر