|
الشيخ عبد الكريم الزنجاني وريادة الدرس الفلسفي في العراق
2025-12-08
محاضرة اقامها قسم الدراسات الاسلامية
الشيخ عبد الكريم الزنجاني وريادة الدرس الفلسفي في العراق
نظّم بيت الحكمة - قسم الدراسات الفلسفية بالتعاون مع قسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة واسط ،محاضرة علمية تحت عنوان "الشيخ عبد الكريم الزنجاني وريادة الدرس الفلسفي في العراق"، وذلك يوم الثلاثاء 2 كانون الأول 2025، في كلية الآداب - جامعة واسط.
ترأس الجلسة الدكتور محمد حسين النجم - مشرف قسم الدراسات الفلسفية - في بيت الحكمة، وقررها الدكتور عبد الله عبد الهادي المرهج - من قسم الفلسفة - جامعة واسط، وحاضر فيها الأستاذ المساعد الدكتور عبد الجواد عبد الرزاق الحسيني.
تناول الدكتور عبد الجواد السيرة العلمية والمساهمات المعرفية للشيخ الزنجاني، المعروف باسم الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمّد رضا ابن الشيخ محمّد حسن الزنجاني النجفي، الذي وُلِد في عام 1304 هـ (1886م) وتوفى في النجف وُدفن فيها عام 1388 هـ ( 1968م ). بدأ الشيخ دراسته في العلوم الدينية في مدينته النجف، ثم انتقل إلى طهران لاستكمال دراسته في الحوزة، وعاد إلى النجف في عام 1326 هـ لتكملة دراسته الحوزوية العليا. خلال تلك الفترة، تتلمذ على يد مجموعة من أبرز علماء حوزة النجف، مثل السيّد محمّد كاظم اليزدي، والسيّد محمّد الفيروزآبادي، والآخوند الخراساني، وشيخ الشريعة الأصفهاني.
وقد أشار الباحث إلى أن الشيخ كان ناشطًا في الإصلاح، حيث جاب البلدان العربية مناديًا بالوحدة الإسلامية ومدافعًا عن حقوق الشعوب المضطهدة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. وكان من الأوائل الذين تصدوا للمشروع الصهيوني في فلسطين. في بداية تأسيس دولة الصهاينة، سافر إلى القدس لرفع الوعي السياسي لدى المسلمين حيال مشروع وعد بلفور، وألقى خطبًا مؤثرة في المسجد الأقصى، لاقت صدى واسعًا في تلك الفترة. كما ألقى محاضرات في الجامع الأموي والجامعة السورية بدمشق، ودار الأيتام الإسلامية في بيروت. بعد ذلك، زار مصر وألقى محاضرة عن الدرس الفلسفي في إيران والنجف استمرت ساعتين، بحضور مجموعة من أساتذة الفلسفة في مصر، منهم أحمد أمين ومحمد فريد وجدي وأحمد زكي وطه حسين، الذين أبدوا إعجابهم بمعرفته الواسعة.
كما أشار المحاضر إلى أبرز ما كُتِب عن الشيخ الزنجاني في مجال الفلسفة، مثل : ( إبن سينا ) خالدَ (بآثاره وخصاله) و(الكندي ) خالدَ ( بفلسفته ) . كما أنه ألف كتابًا بعنوان (دروس الفلسفة) وآخر عن (تطور الفلسفة)، بالإضافة إلى العديد من الكتب الأخلاقية والفقهية والدينية.
كما ذكر الدكتور عبد الجواد عبد الرزاق الحسيني أن الشيخ الزنجاني كان لديه ملاحظات عديدة على نظرية النسبية لأينشتاين، وقد أرسلها إليه عبر وسيط هندي. كما كان له معرفة وملاحظات حول فلسفة (گانت) وكتبه، بالإضافة إلى ملاحظاته المتعلقة بفلسفة اللغة ضمن كتابات فتجنشتين.
ختاماً أوصى الباحث على ضرورة الاهتمام بمؤلفات الشيخ الزنجاني ، وإعادة طبع النافد منها ،وتحقيق ما ليس محققًا ،فهو يعدّ ثروة علمية عراقية كبيرة ،كونه تشبع بالتفكير والثقافة العراقية واللغة العربية .
حضر المحاضرة مجموعة من الأساتذة والباحثين وطلبة الدراسات الأولية والعليا والمختصين في الشأن الفلسفي ، الذين أغنوها بالمداخلات والتعقيبات .

|