الفلسفة والذكاء الاصطناعي: مشكلة القيمة المعرفية والأخلاقية
2025-10-23
ندوة علمية اقامها قسم الدراسات الفلسفية
الفلسفة والذكاء الاصطناعي: مشكلة القيمة المعرفية والأخلاقية
نظّم بيت الحكمة - قسم الدراسات الفلسفية بالتعاون مع كلية الآداب الجامعة المستنصرية، يوم الأربعاء 22 تشرين الاول 2025، ندوة علمية حملت عنوان (الفلسفة والذكاء الاصطناعي: مشكلة القيمة المعرفية والأخلاقية)،بحضور السيد رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة، الدكتور قحطان نعمة حسن الخفاجي، ونخبة من الأساتذة المختصين في الشأن الفلسفي وجهات أكاديمية مختلفة.
ترأس الجلسة الأستاذ المساعد الدكتور محمد حسين النجم - مشرف قسم الدراسات الفلسفية، وقررتها الباحثة شهد رحيم محمد - من قسم الفلسفة في كلية الآداب - الجامعة المستنصرية.
تناولت الندوة الدور الحيوي للفلسفة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، حيث تقدم إطارًا نقديًا وأخلاقيًا يساعد على تجنب تحوله إلى أداة بلا إدراك. بينما تظل القيمة المعرفية للذكاء الاصطناعي ذات طبيعة إجرائية، فإن قيمته الأخلاقية تعتمد على المصممين والمستخدمين.
شملت الندوة عدة أوراق بحثية ، من بينها ورقة الأستاذ الدكتور رحيم محمد سالم الساعدي - من قسم الفلسفة - كلية الآداب - الجامعة المستنصرية ،تحت عنوان (الذكاء الاصطناعي من تحديات الوجود الإنساني إلى مفهوم ما بعد الإنسانية ). وقد أشار فيها إلى أن الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات وجودية حقيقية، كتهديد بعض الوظائف، وإعادة تشكيل مفهوم الإبداع والمعرفة، بالإضافة إلى إثارة المخاوف من فقدان السيطرة على الأنظمة الذكية في المستقبل. ومع ذلك، يرى الباحث أن هذه التقنية تمثل فرصة لتوسيع قدرات الإنسان وتحفيز تطوره نحو مرحلة جديدة تعرف بـ ما بعد الإنسانية، حيث يتداخل الذكاء البشري مع التقني ليخلق نوعًا جديدًا من الوجود.
فيما قدّمت الدكتورة سارة خزعل محمد - من قسم الفلسفة - كلية الآداب - الجامعة المستنصرية ،ورقة بحثية بعنوان (الفلسفة بين منهجي الذكاء الأداتي والاصطناعي)، حيث تناولت فيها الصراع الذي تواجهه الفلسفة الحديثة بين منهجين "آلة التفكير البشري" و"آلة التفكير الاصطناعي". تساءلت في ورقتها عما إذا كان بإمكان الفلسفة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كبديل للمنطق، وإذا ما كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على إجراء عمليات منطقية معقدة.
ختاماً قدّم الباحث حسام خليل خضير - مدير شعبة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني - بيت الحكمة ،بحثاً حمل عنوان (الذكاء الاصطناعي بين الكفاءة التقنية والمسؤولية الأخلاقية - مقاربة فلسفية هندسية) ،تناول فيه الإشكالية المعاصرة التي تتمثل في العلاقة المعقدة بين الجهود المتسارعة لتحقيق تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، والالتزام بالمعايير الأخلاقية المسؤولة. ويتم ذلك من خلال مقاربة فلسفية وهندسية تهدف إلى دمج المنطق التقني الدقيق مع التفكير النقدي الفلسفي. الهدف هو استكشاف كيفية تصميم أنظمة ذكية تكون فعّالة، وفي الوقت نفسه عادلة وشفافة ومتوافقة مع القيم الإنسانية.
من جانبه؛ أكدّ الدكتور قحطان نعمة الخفاجي - رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة، في مداخلته اهتمام المؤسسة بجميع جوانب الحياة الإنسانية، مشيراً إلى أن الإنسان هو خليفة الله في الأرض. وأوضح أنه منفتح لدعم جميع الدراسات والأبحاث في التخصصات المختلفة، بهدف العمل عليها وتقديم مخرجاتها إلى مراكز صنع القرار، من خلال الأقسام العلمية التي تهتم بمواكبة الأحداث وما يحدث في المجتمع العراقي.
حضر الندوة نخبة كبيرة من الباحثين والمختصين وأساتذة الفلسفة الذين أغنوا الندوة بالمداخلات والتعقيبات.





|