النسوية الغربية وأسلمة المفهوم

2024-08-05

النسوية الغربية وأسلمة المفهوم

محاضرة علمية اقامها قسم الدراسات الاسلامية


النسوية الغربية وأسلمة المفهوم


أقام قسم الدراسات الإسلامية في بيت الحكمة المحاضرة العلمية الموسومة بــ( النسوية الغربية وأسلمة المفهوم ) ولتي القاها  استاذ التفسير في جامعة الامام  جعفر الصادق الدكتور مهدي الموسوي على قاعة المرايا في بيت الحكمة بتاريخ 5/8/2024
 
  ابتدأت وقائع المحاضرة بتقديم نبذة تاريخية عن تاريخ النسوية المتأسلمة والتي  إنتشرت كبديل ليبرالي حداثي غير مصادم ؛ فوجدت قبولاً عند النسّوية الراديكاليةّ كونها إقصائيةّ مصادمة، وأصبحت سلمّا  لنشر اللإحاد النسوي  واستهدفت النسّاء في الصّفّ الإسلاميّ بشكل دائم  .
ثم قدم المحاضر جملة من التساؤلات وعلى شكل محاور عدة لعل ابرزها :
المحور الأول : مهي النسّويةّ المتأسلمة ؟
المحور الثاني :  وما صلتها بالنسّويةّ الغربيةّ؟
 المحور الثالث : وهل نجحت في الًإنطلاق من رؤية إسلاميةّ واضحة؟ والانتهاء بنتيجة تعبرّ عنها كما فعلت نظيرتها الغربيةّ؟

تتعدّد تعريفات النسّويةّ المتأسلمة وفقاً لتصوّرات المنتمين إليها، وتعدّدت الأيديولوجياّت التي يتبنونها، وقد قامت د. إيمان العسيري في كتابها ( النسّويةّ الإسلاميةّ وصلتها بالفكر النسّوي الغربي)بضمّ المعاني التي أقرّوها في تعريفاتهم في تعريف جامع، عرّفت فيه النسّويةّ المتأسلمة على أنهّا: “كلّ فكرة انطلقت من اعتقاد مبناه أنّ التمّييز بين الجنسين ظاهرة تسود المجتمع المسلم، فمنهم من عدّ النصّ الدّينيّ قائما على التمّييز، ومنهم من عدّ التمّييز طارئا على النصّ الدّينيّ؛ أسقط عليه من خلال علماء
(الإسلام الذين بينّوه على نحو ما أرادوه لا على نحو ما أراده الله ورسوله)
والمتمعن في التعريف السالف ذكره ، يرى فيه اتجّاهين؛ احدهما يرفض النص، والآخر مؤوّلٌ له، لكنّ الأوّل -الرّافض للنصّ - قد خبأ صوته، واختبأ في عباءة الثاني -المؤوّل للنصّ-؛ وذلك لرفض المجتمع المسلم للاعتداء على حروف النصّ، وهو ما عدّه أهل الإسلام ردّة صريحة، فنتاج ذلك كان التزام الإتجّاه الثاني، واعتماد القراءة التأويليةّ بديلا اعن  الرّفض القاطع فكيف قرأت النسّويةّ المتأسلمة النصّ ؟ وعلى أيّ الأصول اعتمدت؟ أصول النسّويةّ المتأسلمة اشكالية المصطلح (المتاسلم)


وعن مصطلح المتأسلم في البداية لم يكن سوى مصطلح (المسلم )وهو المنتمي لدين الأنبياء جميعا كما تقول الًية الكريمة عن النبي ابراهيم (عليه السلام ) : ( هو سماكم المسلمين من قبل ) ففي القرن الثالث الهجري .. وضع ابو الحسن الشُعري في كتابه المشهور (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين ) فظهر بذلك مصطلح الإسلامي وكان يقصد به آنذاك المنتسبون الى الإسلام من اصحاب المقالات الكلامية ، وهي مرحلة تشكل وتبلور الفرق العقائدية وعلى رأسها المعتزلة ، أما في القرن العشرين تشكلت حكومات قومية علمانية اصبح مصطلح الإسلامي يطلق على (من ينادي بوجوب العودة الى الحاكمية الإسلامية في النظام السياسي اوحتى من يعد الإسلام مرجعية فكرية وشرعية ) وبالتالي اصبح اسما لتيار سياسي وفكري في مقابل ظهور تيارات تنسب الى الإسلام ، نرى في انتمائها لمرجعيات سياسية وفكرية اخرى ما يتعارض مع اسلامها
  أما المرحلة التي اتسمت بالصدام وفيها أصبح  العلماني او الوطني الذي يتحرج من الانتساب للعلمانية علنا ينفي عن الإسلاميين صفة الأسلمة على اعتبار ان الإسلام ليس حكرا عليهم وبهذا ظهر مصطلح (المتأسلم ) لإلصاقه بكل الحركيين واصبح الإسلام مقتصرا على الجانب (الروحي العادات ) وليس فيه اي بعد سياسي او اجتماعي وكل من يدعي ذلك فهو متأسلم ومتشدد وينبغي الى ادلجة الإسلام ونعني بذلك نفي انتساب حركته الى الإسلام  مع بقاءه في دائرة  الإسلام لكن منهجه خارج عن الإسلام.

أبرز النتائج التي توصل اليها المحاضر :
1-    اكدت النسوية الغربية من خلال هذا المسار التاريخي بانها فلسفة نقدية للحضارة ، وبالأخص الحضارة الغربية المرتبطة بالأديان السماوية , ولذا ارتبطت النسوية الجديدة بفلسفة ما بعد الحداثة التي هي جوهرها موارب ونقدي من منطلقات الحداثة الغربية.  
2-    تميزت النسوية العربية بظهور اتجاهين، الاول يرى في النص الديني مرجعاً لقضية تحرير المرأة، مرتكزاً على أن الاسلام قد أنصف المرأة وأنزلها منزلة الرجل بوصفهما ينتميان الى قالب بيولوجي واحد ، في حين الاتجاه الثاني الرافض يرى ان النص الديني الممارس الأن نص أبوي بطرياركي.  
3-    نشأة اتجاه التمركز حول الانثى  بأثر من الاعتقاد بأن ثمة تمركز حول الرجل ضد المرأة والمتمثل في السلطة الابوية  , فتحولت حركة تحرير المرأة عند النسويات من مطالب بالحقوق والمساوات الى  السيطرة والجنوح نحو معادات الرجل كمحاولة لإثبات الذات وأستقلاليتها.  
4-    ما قدمته الفلسفات النسوية من مقولات طيلة محاولة التمثل  لا يخلو من إنحياز ، إذ حاولن الانتصار على أساس الجنس ، وهذا يمثل اساس المشكلة المراد حلحلتها.  
5-    إن الاسلام لا يعرف الصراع بين الرجل والمرأة , فالإسلام بما هو عقيدة وشريعة لا يميز على اساس الجنس ولا العرق او الجغرافيا , ومن ثم فقراءة النص الديني من وجهة نظر عرقية او قومية او نوعية ، أي نوع الجنس تتناقض مع نظرة الاسلام الكلية.  
6-    ساهم المذهب النسوي في تطوير مفاهيم أساسية كثيرة ، ولعل مصطلح الجندر من أهم المفاهيم التي تبنتها مفكرات الحركات النسائية الى جانب مصطلج البطرياركية او النظام الابوي والجنس او الحريم وغيرها من المفاهيم.

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر