المرأة والتغيير الاجتماعي ضرورة ام حاجة – رؤية إسلامية معاصرة

2024-07-31

المرأة والتغيير الاجتماعي ضرورة ام حاجة – رؤية إسلامية معاصرة

محاضرة علمية اقامها قسم الدراسات الاسلامية


المرأة والتغيير الاجتماعي ضرورة ام حاجة – رؤية إسلامية معاصرة

أقام قسم الدراسات الإسلامية بالتعاون مع المستشارية الثقافية الإيرانية في العراق المحاضرة العلمية الموسومة بـ (المرأة والتغير الاجتماعي ضرورة أم حاجة – رؤية إسلامية معاصرة) وذلك يوم الأربعاء الموافق31-7-2024 م في بيت الحكمة.
مقررة الجلسة: - أ. م. د. مياس ضياء باقر
الباحث: -
 د. نداء صباح زبون الكعبي ببحثها المعنون (المرأة وعوامل التغير الاجتماعي).
وبالرغم من التقدم المشهود الذي وصلت إليه المرأة المسلمة في مجالات الحياة في الواقع بشكل عام ، حيث حققت العديد من التطورات في الوقت الحاضر مقارنة بما كانت عليه في العقود السابقة ، فقد دخلت شتى مجالات التربية والتعليم الحديث في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات وفي مختلف التخصصات العلمية التطبيقية والإنسانية والاجتماعية ، وتطوعت بالأعمال المدنية والعسكرية ، إلا أن هناك بعض الإشكاليات الفكرية والدينية والمجتمعية التي لا تزال قائمة ، التي حرمت المرأة المسلمة من الحضور خاصة في بعض المجتمعات العربية . وبما أن المرأة تعد نصفاً حقيقياً للمجتمع لا يمكن أن تبقى معطلة أو شبه معطلة في هذه المجتمعات، إذا لابد إن تسهم اسهاماً فعالا في تنمية وبناء المجتمع في جميع المجالات، وخاصة الثقافية والاجتماعية، وعليه فإن إهمال أي مجتمع ينعكس ذلك على المجتمع وحضارته، كما أن المرأة العربية تحتاج إلى من يدفعها ويشجعها للمشاركة الجادة والفعلية في عملية التنمية والبناء التي تشهدها بعض الدول العربية اقتصادياً وسياسياً أيضاً، ولاسيما التي حدث فيها عمليات التغير الاجتماعي حتى تواكب حركة التغيير الكبيرة والسريعة في المحيط الإقليمي أو العالمي اليوم ويحددو ما تسمح به الشريعة الإسلامية لان الإسلام أكرم المرأة وانصفها ووضعها في موضعها اللائق وفق حقوقها وواجباتها .
يشير مصطلح التغير الاجتماعي الى أوضاع جديدة تطرأ على البناء الاجتماعي والنظم والعادات وأدوات المجتمع نتيجة لتشريع أو قاعدة جديدة لضبط السلوك أو كنتاج لتغير إما في بناء فرعي معين أو جانب من جوانب الوجود الاجتماعي والنظم والعادات وأدوات المجتمع نتيجة لتشريع أو قاعدة جديدة لضبط السلوك أو كنتاج لتغير إما في بناء فرعي معين أو جانب من جوانب الوجود الاجتماعي أو البيئة الطبيعية أو الاجتماعية وعرف التغير الاجتماعي بأنه كل تحول في النظم والأنساق والأجهزة الاجتماعية سواء أكان ذلك في البناء أو الوظيفة ولما كانت النظم في المجتمع متكاملة بنائيا ومتساندة وظيفيا فأن أي تغير يحدث في ظاهرة لابد وأن يؤدي الى سلسلة من التغيرات الفرعية التي تصيب معظم جوانب الحياة بدرجات متفاوتة وعرف التغير الاجتماعي بأنه يشير إلى أعداد كبيرة من الناس يمارسون أعمالا ويقومن بأنشطة اليوم تختلف عن تلك الأعمال والأنشطة التي مارسوها هم أو آباؤهم من قبل كما عرف التغير الاجتماعي أنه يعني التحولات أو التبدلات التي تستقر عبر الزمن في مجالات الحياة الاجتماعية كتلك المتصلة بالأنماط الثقافية وعلى الخصوص مكونات القيم ومكونات المعاير أو البناء الاجتماعي أو مكوناته أو وظائفه أو الأنماط السلوكية للأفراد ، وفي رأي هؤلاء التغير الذي تشهده البلاد النامية هو تغير تدريجي مرتبط بالتباين وعدم الاتزان وذلك لاتصاله بالثقافة الغربية ، ثم سرعان ما تعمل أبنية المجتمع الاجتماعية على الوصول بالمجتمع إلى حالة التوازن والتكامل .
وعليه يمكن القول إن التغير الاجتماعي أو تغير المجتمع الإنساني، هو تحول المجتمع وانتقاله من وضع اجتماعي قديم، إلى وضع اجتماعي جديد، وذلك كأن يتحول المجتمع، من مجتمع يقوم على الزراعة التقليدية، إلى مجتمع يقوم على الصناعة الحديثة غزيرة الإنتاج، وهذا ما نلاحظه اليوم في البلاد النامية، وفي هذه الحالة فقد بدأ التغير الاجتماعي يمس البناء الاجتماعي فعلاً ، أو يمكن القول إن قواعد هذا البناء الاجتماعي بدأت تنهار لتحل محلها قواعد جديدة لبناء اجتماعي جديد ، إلا أنه لا يمكن النظر إلى هذا التحول يتم فجأة ، وإنما كان تحولاً تدريجياً بطيئاً ، وفي الوقت نفسه قد يكون التغير الاجتماعي جزئياً ، كأن يحدث تغير في بعض أجزاء البناء الاجتماعي ، وقد يحدث التغير جزئياً، ثم لا يلبث أن يكون نواة أو بداية لتغير شامل عام لما كان التغير الاجتماعي هو تغير في البناء الاجتماعي أو الهيكل الاجتماعي ، بمعنى أن الأنظمة والهياكل والمؤسسات الاجتماعية تتغير كماً وكيفاً ، إي في عددها وعدتها وفي فلسفتها وأهدافها وهذا النوع من التغير الاجتماعي هو التغير الجدير بالدراسة والتحليل لما يترتب عليه من آثار اجتماعية واسعة المدى على مستوى الفرد والجماعة والمجتمع ، وهذا ما جعل الكثير من علماء الاجتماع يطلقون عليه (( التغير الجذري )) أو (( التغير الاجتماعي الكيفي )) ،وتبدوا أهمية هذا النوع من التغير في أنه يترك آثاراً عميقة على أداء النسق الاجتماعي لوظائفه ، فتتغير مثلاً طبيعة ووظيفة نظام الأسرة والاقتصاد والمكان والتربية والتعليم وغيرها من الأنساق والنظم الاجتماعية ، ويترتب على تغير أداء النسق الاجتماعي لوظائفه تغيراً أخر على مستوى الفرد ، وبالتالي تتغير المرأة وعلاقاتها باعتبارها فرد في المجتمع فتتغير المهنة والمستوى التعليمي والدخل وأسلوب المعيشة والسكن والنظرة إلى الحياة جملة وتفصيلاً.  

 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر