العلامة الطباطبائي بين التفسير والفلسفة

2023-05-24

العلامة الطباطبائي بين التفسير والفلسفة

مؤتمر الدراسات الاسلامية بالتعاون مع الدراسات الفلسفية


( العلامة الطباطبائي بين التفسير واللغة  )

وقائع الجلسة الاولى
اقام قسم الدراسات االسلامية وقسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة بالتعاون مع المجمع العلمي للحكمة الاسلامي- ايران ,المؤتمر العلمي المعنون (العالمة الطباطبائي بين التفسير والفلسفة) والذي عقد يوم الاربعاء الموافق 24/5/2023 وتضمنت الجلسة الاولى منه ثلاث بحوث ذات قيمة علمية هادفة ناقشت فيه الجانب التفسيري للعلامة –رحمه الله - فقدمت الباحثة الدكتور حسناء عبد الجبار الموسوي ورقة بحثية بعنوان اسباب النزول عند العلامة الطباطبائي بين الاجتهاد وتعدد المصداق تحدثت فيه عن تقسيمات العلامة لروايات اسباب النزول والتي هي (المصداقية واالجتهادية والتفسيرية) وذلك لتسهيل عملية تمحيص وغربلة هذه الروايات فكان اهتمامه منصبا على التفسيرية منها دون القسمين االخرين ,وذلك الهميته في بيان معاني القران ,هذا مع اشتراطه في قبول سبب النزول شروط اهمها موافقته للوقائع التاريخية المجمع عليها ,وان يكون الناقل من الحاضرين للواقعة التي يرويها . والاهم من ذلك كله عدم مخالفة السبب لمضمون القران الكريم.
ثم قدم بعدها الباحث  ا.م.د ضياء فاخر جبر ورقة بحثية بعنوان منهج السيد الطباطبائي في تحليل الروايات التفسيرية في الميزان والذي سلط فيه الباحث الضوء على نقاط القوة العلمية في منهج تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي ومنها جعل الروايات عاملا مساعدا على فهم معنى الايات والتسليم بالحاجة الى كافة الروايات وتوقف فهم بعض المقاصد عليها ,وجعل السنة قرينة الكتاب في الحجية. والاعتقاد بان روايات النبي(عليه الصلاة والسلام ) والالئمة المعصومين(عليهم السلام) حجة في تفسير الايات دون تفسير الصحابة والتابعين وسائر العلماء .بل وتخطئة الاخذ بالروايات مطلقا ورفضها مطلقا مع مناقشة صحة الروايات التفسيرية وسقمها بملاك المطابقة او عدم المطابقة مع مفاد الايات.
ثم تقدم الباحث السيد د.محمد صادق العلاق بورقة بحثية بعنوان الفرق بين منهج السيد العلامة الطباطبائي في كتابه البيان ومنهجه في كتابه الميزان والذي خلص فيه الى ان المنهج المتبع في كتاب البيان في الموافقة بين الحديث والقران يختلف عن المنهج المتبع في كتاب تفسير الميزان من حيث المصادر المستخدمة والاسلوب المتبع في التفسير.في حين يعتمد الطباطبائي في الكتاب الاول على تحليل الحديث والقران ومقارنتهما ببعضهما البعض .ويعتمد في الكتاب الثاني على منهج التفسير الرجالي وتحليل اراء ومقترحات العلماء .ويعكس هذا الفرق التطور والتغير الذي شهدته الدراسات الاسلامية عبر التاريخ والتأثيرات التي تركها هذا التطور على المنهج المتبع في التفسير والتأويل

    عقد بيت الحكمة  قسم الدراسات الفلسفية  و قسم الدراسات الاسلامية بالتعاون مع المجمع الاعلى للحكمة الاسلامي – أيران  مؤتمر بعنوان ( العلامة الطباطبائي بين التفسير والفلسفة )  يوم الاربعاء 24 /5/2023 جاء ضمن المحور الفلسفي برئاسة الاستاذ الدكتور محمد حسين النجم ومشاركة السادة الاساتذة بأوراقهم البحثية المعنونه :
الاستاذ الدكتور حسن مجيد العبيدي / الجامعة المستنصرية
 ( أصول فلسفة محمد حسين طباطبائي في أصالة الوجود و أعتبارية الماهية )
الاستاذ الدكتور عامر عبد زيد / جامعة الكوفة
( المنهج العرفاني للعلامة الطباطبائي )
الاستاذ المساعد الدكتور رياض سحيب / جامعة واسط
( علم الكلام عند محمد حسين الطباطبائي : دراسة في الالهيات )
جاء في الاوراق البحثية التعريف بالفيلسوف العلامة الطباطبائي والهدف من أقامة هذا النشاط ، ومنهجة الفلسفي و ماهو دوره في النظريات الكلامية والاخلاقية والعرفانية من خلال أستحضار نصوصه اذ  يُعَدُّ الفَيْلسُوفُ الإسْلَامِيُّ مُحَمَّدُ حُسَيْنِ الطَّبَاطَبَائِي ( 1321 - 1402هـ / 1901- 1982 م ) مِنَ الشَّخْصِيَّات الفَلْسَفِيَّةِ الإسلامية الموسوعية التي كتبت في مختلف العلوم الإسلامية كالفقه وعلوم القرآن والتفسير ، فضلًا عن تأليف كتبه في الفلسفة .
      لَقَدْ كَرَّسَ الطباطبائي حَيَاتَهُ العِلْمِيَّةَ فِي مَيَادِيْنِ المعرفة والعِلْمِ من جانب ، والعَمَلِ التَّرْبَوِي الأَخْلَاقِي ، فأَرَى مِنْ وَاجِبِي الأَخْلَاقِي وَالعِلْمِي ، الـمُتَمَثِّلِ بِدَافِعِ البَحْثِ ، أَنْ أَعْتَزَّ بالفَيْلَسُوْفِ الطباطبائي تَلْبِيَةً لدَوَاعِي الإخْلَاصِ لَهُ ، وَلِلْاسْتِفَادَةِ الفَلْسَفِيَّةِ وَالعِلْمِيَّةِ ، وَتَعْرِيْفَاً بِمَقَامِهِ الفِكْرِي وَمَكَانَتِهِ آلْفَلْسَفِيَّةِ وَآلْكَلَامِيَّةِ ، وَتَحْقِيْقَاً لِـهَذِهِ الأَغْرَاضِ ، آثَرْتُ الكِتَابَةَ عَنْ هَذِهِ الشَّخْصِيَّةِ الفَلْسَفِيَّةِ العِلْمِيَّةِ ، مُتَمَثِّلَةً بِهَذِا البحث .
     إنَّ فيلسوفنا غَنِيٌّ عَنِ التَّعْرِيْفِ عند ذوي الاختصاص ، فَهُوَ مُفَكِّرٌ بَارِزٌ فِي القرن العشرين ، إذْ أنَّ مَوْسـُوْعِيَّتَهُ فِي التَّأْلِيْفِ ، وَتَحْقِيْقَهُ فِي النَّظَرِيَّاتِ وَالمـَبَانِي الفَلْسَفِيَّةِ وَالكَلَامِيَّةِ وَالأخْلَاقِيَّةِ العِرْفَانِيَّةِ ، مَكَّنَهُ مِنْ تَصْنِيْفِ مُؤَلَّفَاتٍ فِي شَتَّى أَنْوَاعِ الثَّقَافَةِ ، وَأَلْوَانِ المـَعْرِفَةِ ، تَنُمُّ عَنْ عَقْلِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مَوْضُوْعِيَّةٍ كَبِيْرَةٍ ، يَجِدُ فِيْهَا البَاحِثُ فُنُوْنَاً مُتَنَوِّعَةً مِنْ فَلْسَفَةٍ ، وَعِلْمِ كَلَامٍ ، وفقه ، وتفسير ، وَعِرْفَانٍ ، وَأَخْلَاقٍ ، وَلُغَةٍ ، وَأَدَبٍ ، وَغَيْرِهَا .
      لَقَدْ خَدَمَ آلْفَيْلسُوْفُ ، لُغَةَ آلْقُرْآنِ آلْكَرِيْمِ ، وَآلسُّنَّةِ آلنُّبَوِيَّةِ ، وَأَقْوَالِ آلْمـَعْصُوْمِيْنَ عليه السلام ـ ، أَعْظَمَ خِدْمَةٍ ، فَأَخْرَجَ كَنْزَاً عَظِيمَاً مِنْ دُرَرِ الحِكْمَةِ ، وَالمـُصْطَلَحَاتِ الفَلْسَفِيَّةِ والكلامية في ضوء مدرسة الحكمة المتعالية ، فَهَذِهِ الخِدْمَةُ أحْرَى أَنْ تُقَدَّرَ حَقَّ قدرِهَا .
     المحور الفلسفي في المؤتمر عالج ثلاث مشاركات منها  دِرَاسَةُ مَبْحَثِ الإلَهيَّاتِ فِي دَائِرَةِ عِلْمِ الكَلَامِ عِنْدَ الفيلسوف الطباطبائي ، بِعَدِّهِ مِنْ آلْـمَبَاحِثِ الكَلَامِيَّةِ الَّتِي تَنَاوَلَهَا الفَيْلَسُوْفُ فِي تَأليْفَاتِهِ القيِّمَةِ ، وَبَحَثَهَا بمَنْهَجِيَّةٍ ، وَدِرَاسَةٍ تَحْلِيْلِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مُسْتَفِيْضَةٍ ، تَكْشِفُ عَنْ مَقْدِرَتِهِ عَلَى فَهْمِ وَآسْتِيْعَابِ مَطَالِبِ المباحث الإلَهِيَّةِ ، لِيُكْمِلَ سِلْسِلَةَ آلْبَحْثِ آلْفَلْسَفِيِّ بَعْدَ آلْفَيْلَسُوْفِ الإسلامي صدر الدين الشيرازي ( 979 – 1050 ه / 1569 - 1640 م ) ومن قبله آبْنِ رُشْدٍ ( 520 - 595 ه‍ / 1058 - 1126 م ) ، مُرُوْراً بِآلْمـُحَـقِّقِ الإسلامي نَصِيْرِ آلدِّيْنِ آلطُّوْسِي ( 597 - 672 ه / 1200 - 1274 م ) ، وَآلْعَلَّامَةِ آلْحِلِّي ( 648 - 726 ه / 1250 – 1325 م ) .
      إنَّ عَمَلِيَّةَ سَيْرِ دراسة  نصوص الطباطبائي ، وَفَرْزِ آلشَّوَاهِدَ آلكَلَامِيَّةَ فِي آلإلَهِيَّاتِ ، تَجَمَّعَتْ فِي نِهَايَةِ آلقِرَاءَةِ مَجْمُوْعَةٌ مِنَ آلنُّصُوْصِ تَمَّ تَصْنِيْفُهَا على وَفْقِ عَنَاوِيْنَ أَكْبَرَ كَشَفَتْ مُحَاوَلَةَ آلْفَيْلَسُوْفِ الطباطبائي فِي تَصَوُّرِ آلْوُجُوْدِ ، بَرُؤيَةٍ جَامِعَةٍ شَامٍلَةٍ ، نَابِعَةٍ عِنْدَهُ مِنْ مَنْظُوْرَينِ هُمَا : ( الكَلَامِي وَالعِرْفَانِي  النَّظَرِي ) .
      وَلَا رَيْبَ أنَّ مَيْلَ هَذَا آلمُفَكِّرِ الإسلامي نَحْوَ هَذَيْنِ آلْـمَنْظُوْرَيْنِ مُرْتَبِطٌ بِمُحَاوَلَاتِهِ آلْفِكْرِيَّةِ آلْعِلْمِيَّةِ الـمَوْضُوْعِيَّةِ لِتَقْدِيْمِ فَهْمٍ عَامٍّ شُمُوْلِيٍّ مُوَحَّدٍ ، وَمِنْ ثَمَّ تَكْوِيْنِ رُؤْيَةٍ فَلْسَفِيَّةٍ كَلَامِيَّةٍ عِرْفَانِيَّةٍ ، انتمت إلى مدرسة آلْحِكْمَةُ آلْـمُتَعَالِيَةُ أوْ( آلسَّامِيَةُ )
      هدف المحور  ، جَاءَ لِيُبَيِّنَ مُحَاوَلَةَ آكْتِشَافِ آلـمَعَالِمِ آلكَلَامِيَّةِ آلإلَهِيَّةِ لِلْمَنْهَجِ الطباطبائي ، وَمُعَالَـجَتَهَا عَلَى وَفْقِ حِكْمَتِهِ آلـمُتَعَالِيَةِ ( آلسَّامِيَةِ )
جاءت توصيات المؤتمر ضمن المحور الفلسفي ب:

الأول : إنَّ الناظر إلى المؤلفات القيِّمة للطباطبائي يجد فيها الكثير من المفاهيم والمصطلحات الفلسفية والكلامية وغير ذلك ، وما يتعلق بالموضوع هو المفاهيم والمصطلحات الكلامية وهي تتطلب فهماً خاصاً.
الثاني : إنَّ لعلم الكلام مفاهيمه ومصطلحاته الخاصة به ، والقائم عليها ، إذْ أنَّ مسائله ومناهجه ( النقلي ، والعقلي ، والتكاملي ، والوجداني ، والعرفاني ) تعتمد كلياً عليها . والمراد من علم الكلام في هذا المقام هو الإلهيات في الأمور العامة ( أحكام الوجود والماهية ) ، والأمور الخاصة ( معرفة الله ـ تعالى ـ وصفاته ) . وأهم المصطلحات التي جاءت في البحث كما يأتي :
أ -  الإلوهية والربوبية :
إنَّ مرتبة الإلوهية ، عند الطباطبائي ، تختص بصفات الله ـ تعالى ـ الذاتية ، وتدل على مرتبة الأحدية للذات الإلهية المقدسة ، فلا يمكن الإحاطة بالذات المطلقة المنزهة ، ولا يشار إليها ، وليس لها اسم أو علامة تدل عليها للإحاطة بها ، وهي صفة لأحدية جمع كل الحقائق الوجودية .  
وأما مرتبة الربوبية فمنها : ( الخالقية ، والإبداعية ، والإنشائية ، والرازقية ، وغيرها).
 ب - أصول الدين: (التوحيد ، والعدل ، والنبوة ، والامامة ، والمعاد ) .
ج - الوجود : إن لمفهوم الوجود معانٍ عدة منها تتلخص بما يأتي :
لقد تعرض العلامة الطباطبائي إلى مفهوم الوجود الذي يعد بديهياً ومتأصلاً في الأعيان الخارجية ، وبذلك لا يمكن تصوره بالحد ولا بالرسم ولا بصورة مساوية له .  
د - الماهية : وهي عبارة عن الآثار الخارجية المترتبة على الوجود. ويطلق مصطلح الماهية الاعتبارية على التي لا وجود لها إلا في عقل المعتبر .
3 - إن العبادة القائمة على النظر العقلي والممزوجة بالاعتقاد بالإله والاستدلال على وجوده المقدس وصفاته الذاتية والفعلية هي عبارة عن إظهار الخضوع أمام موجود وجوده واجب الوجود بذاته وهو إله ورب أنعم نعمه على الإنسان ، فعبادته واجبة عقلا انطلاقاً من وجوب شكر المنعم ، والشكر هنا عملياً متمثلاً بعبادته فضلاً عن الشكر اللفظي .


تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر