قراءة في الالحاد المعاصر - اسبابه واثاره وعلاجه

2021-10-20

قراءة في الالحاد المعاصر - اسبابه واثاره وعلاجه

ورشة عمل اقامها قسم دراسات الاديان


قراءة في الالحاد المعاصر - اسبابه واثاره وعلاجه

 

 اقام قسم دراسات الاديان في بيت الحكمة بالتعاون مع دائرة البحوث والدراسات الاسلامية في الوقف الشيعي اليوم الاربعاء 20/10/2021 ورشة العمل الموسومة (قراءة في الالحاد المعاصر - اسبابه واثاره وعلاجه) ،، ترأس الورشة الاستاذ عزت عبد الله الموسوي ومقرر الجلسة الدكتورة هدى عباس قنبر/ جامعة بغداد كلية التربية ابن رشد ، وتحدث فيها أ.د. محمد جواد الطريحي/ عميد كلية صدر العراق الجامعة ود. نوزاد صفر بخش مدير قسم العلاقات العامة والنشر في الوقف الشيعي و د. ميثم العلاق الاستاذ في كلية الامام الصادق (ع).

هدف الورشة :
التعريف بالإلحاد المعاصر وبيان اسباب انتشاره واثاره على المجتمعات  فضلا عن  الخروج بحلول وعلاجات واقعية للحد من هذه الظاهرة

حضر الورشة شخصيات علمية وثقافية من مختلف الجامعات والمؤسسات الاكاديمية والدينية ، ومنهم : الاستاذ الدكتور إحسان الأمين / رئيس مجلس امناء بيت الحكمة  و الدكتور إحسان جعفر أحمد / الوكيل الديني والثقافي لرئيس ديوان الوقف الشيعي والاستاذ علاء عبد الحسين جواد القسام / مدير عام البحوث والدراسات- ديوان الوقف الشيعي ، والسيد عمار الموسوي / مدير عام التعليم الديني والدراسات الاسلامية  ، والاستاذ الدكتور خليل ابراهيم الخفاجي / مشرف قسم الدراسات الاجتماعية - بيت الحكمة ، والدكتورمحمود علي الداود / مشرف قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية – بيت الحكمة .


1- كلمة رئيس الجلسة السيد عزت عبدالله الموسويّ ، والتي تناول فيها :

   الترحيب بالحضورالكرام مبتدئا قوله بالاية الكريمة : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ). الجمعة :2
    وأضاف أنّ هذه الورشة تزامنت مع ذكرى ولادة سيد الكائنات نبينا محمد (ص وآله) ليكون الاجتماع في أول بيت للحضارة الاسلامية والنهضة العلمية المتمثلة في بيت الحكمة . وكما نوه إلى أن هذه الورشة الفكرية هي الأولى من ناحية التعاون العلميّ مع ديوان الوقف الشيعيّ . وبيّن أن المجتمعات الإسلامية  تتعرض اليوم لحملات متتابعة للطعن في ثوابتها ومحاولة شغلها عن بناء مستقبلها وإغراقها في مشكلات الهوية والفكر والصدامات الفلسفية استمرارا لنظرية هدم الاسلام من الداخل بايدي أبنائه  وما ينتشر اليوم من نشر الشبهات والشهوات اللافطرية بين شباب اليوم أبرزها مايسمى بالإلحاد ليس جديداً ولا مستغرباً من أعداء الاسلام فتلك سنة من السنن الالهية في الصراع  بين الحق والباطل، لكن الجديد هو ما أُلبسته تلك الحملات الإلحادية من لبوس العصرية والاستفادة من التقنية والمال ووسائل الإعلام. لذا كان من الواجب على حملة العلم في الامة ان يتصدوا لهذه الشبهات ويكشفوا عوارها للعامة وغيرهم ممن ينسبون أنفسهم الى الثقافة والفكر المتحضر .

2- القاء البحوث العلمية :
المحاضر الاول / أ. د. محمد جواد الطريحيّ ، وكانت الورقة البحثية له بعنوان ( الإلحاد من منظور اسلامي ) ، وتناول فيها :
    تعريف الإلحاد لغةً واصطلاحاً عُدّ الانحراف أو العدول عن الاستقامة ، والتأكيد على أن القرآن الكريم نقل صورا من صور الإلحاد والمماراة والمجادلة ، وذكرمنها ثلاث صور :

الصورة الاولى : قصة النبي موسى (ع) متمثلة بالردّ عن الجاحدين والمنكرين للأنبياء وأقوامهم عندما ذهب الى فرعون الذي يعد نفسه الربّ الأعلى وذكر له انت ليس الرب هناك من هو ربّ أعلى منك وفي هذه الصورة الذي لم يفهم فرعون مسالة الربوبية وتمَّ مجادلته كما في قوله تعالى : (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا... ) سورة الشعراء :18. وهذه صورة الاولى من صور المجادلة .
الصورة الثانية : قصة ابراهيم الخليل (ع) الذي كان يعتقد ان سلسلة الكواكب والقمر والشمس تمثل الرب الاعلى وبمرور السنين عندما وصل الى مرحلة النضج أيقن أن رّبه أكبر من هذه السلسلة واصبحت له دائل وقناعة بذلك كما في قوله تعال ( يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) الانعام : 78  . والاستنتاج المنطقي أنَّ هذا الانتقاد هو كان على سبيل الُهزء والسخرية من عقيدة هؤلاء الأقوام . وهذه تمثل الصورة الثانية للردّ على المنكرين والجاحدين .
الصورة الثالثة : قصة قوم نوح(ع) مع قومه والطوفان واتهمومه بالجنون لانه ليس من المعقول شخص أن يبني سفينة في الصحراء الى وقعت الحادثة وحدث الطوفان وامتنع قومه عن ركوب السفينة وكذبوه وتمَّ مجادلته كما في قوله تعالى ( مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا ) هود : 27 ونادى ابنه  اركب معنا الا انه امتنع وقال سوف أوي الى جبلٍ يعصمني من الماء قال لاعاصم اليوم من أمر الله ، وهذه تمثل الصورة الثالثة للرد على الجاحدين باغراقهم في اليم .
 واشار الى قسم من الآيات القرآنية التي تناولت مصطلح أو مفهوم الإلحاد وتفعيلاته وفسرها .


المحاضر الثاني/ م.د. نوزاد صفر بخش ، وكانت الورقة البحثية له بعنوان ( الإلحاد المعاصر مفهومه ومستوياته واسبابه والموقف منه) ، وتناول فيها :
  تعريف المفهوم المعاصر للإلحاد على انه الاعتقاد بعدم وجود إله أو أي شيء خارج قوانين الطبيعة وهو مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية اساسها انكار وجود الله سبحانه وتعالى والايمان بمادية الكون . وحدد انواعاً واتجاهات الإلحاد (العلمي ، والانثربولوجي، والنفسي  ، والفلسفي ، والادبي ، والمواقف اللاأردية) ، وحدد اسباب الإلحاد في سبعة فروع وهي :
الفرع الاول: اتباع الهوى وسطوة الشهوات .
الفرع الثاني : الشبهات الفكرية وعولمة الشبهات.
الفرع الثالث : جمود الخطاب الديني وضعف المناعة المجتمعية .
الفرع الرابع : اضطهاد المرأة.
الفرع   الخامس : التطرّف الديني واضطراب العلاقة البسيطة.
الفرع السادس : الافتتان بالحضارة الغربية المادية .
الفرع السابع : الامراض النفسية .
     وبّين آثاره  السلبية على الفرد والمجتمع بثلاث نقاط هي : القلق والصراع النفسي والانانية والفردية  ، النزوح الى الاجرام وهدم النظام الأسري  ،و تخريب المجتمعات والاجرام السياسي.
 ووضح ثلاثة مواقف من الإلحاد في ضوء القران هي :الدعو الى الله سبحانه تعالى ، العناية بالتربية الخلقية ، التصدي لشبهات الملاحدة .
 وختم ان موضوع الإلحاد بجوانبه المتنوعة يمثل تحدياً داخلياً مهما للهوية الاسلامية ويجب الوقوف والتصدي لهذا التحدي بنشر تعاليم ومبادىء الدين الاسلامي بين شعوب و مجتمعات العالم .

المحاضر الثالث / م. د. ميثم العلاق ، وكانت الورقة البحثية له بعنوان ( الرؤية الكونية  للدين والإلحاد : دراسة مقارنة) ، وتناول فيها :
     تناول بعض الحيثيات التي تتعلق بشبهات الملحدين دينياً بسبب انبهارهم بالحضارة الغربية المادية وبيان الدور الحيوي للدين في ظل الحياة المعاصرة كيف يبني الشخصية كيف يطور الحياة الاخلاقية وتنميتها وتطويرها ، وبين هناك انسانيون يرون الأشياء ويتعاملون معهما بطريقة مختلفة الاول المتدين بأي دين سماوي كان والثاني هو الملحد (غير المتدين) ، وبيان المقارنة بينهما . وبين ان العالم من حيث الوجود (الباطن والظاهر) المتدين يؤمن بان هذا العالم يقف خلفه اله هذا الاله يملك قوة وقدرة فائقة ويمتلك سلطة واحاطة علمية فليس ما نراه من حولنا كل شيء بل هنك خلف الستارقوة مقدسة متعالية متحكمة في كل شيء . بينما الملحد يرفض هذا المفهوم ويرى أنَّ مانراه في هذا العالم موجوداً وملموساً لنا وليس خلف هذه الصور وجود شيء آخر مخفي ولو كان مخفي سوف يظهر نتيجة للتطور العلمي . وان الدين يرى لحياتنا شقين ظاهر وهو مايلوح لنا من الامور وباطن هو عالم الغيب وما لاندركه بحواسنا لكن يقف خلف كل شيء والمطلوب منا ان نتجه حول ذلك العالم ولانقصر نظرنا عنه .  والملحد يرى عالم الغيب هو وهم وسراب وليس هناك سوى مانراه حولنا ، ويشعر المتدين بين عالم محسوس وغير محسوس بدلالة أنَّ الأكل والشراب والملبس هو تماس مع هذا العالم والصلاة والطاعات الواجبة تماس مع الاله ، والملحد لايرى هذا التماس . و يؤمن المتدين وجود هدفاً للخلق يتجه نحو نهاية محددة سلفاً ووجود حكمة وفلسفة من وراء هذه النهاية والموت لشخص بطريقة وسن معين وهذه التنوعات من وجهة نظرالدين وجود غاية وهي فكرة جوهرية في العقل الدين لان لانأتي الى الحياة إلاّ وفقاً لخطة مدبرة  اما الملحد لايؤمن بفكرة الغايات يقول إن ما حصل سوى وضع تلقائي ولم يتم التخطيط له من  قبل ولم يهدف فاعله لغاية يحققها من وراه وانما هي كائنات التئمت  بحكم النظام الكوني لا بحكم غايات وانما حصلت صدفاً  .


التوصيات التي خرجت بها الورشة :
1.    ايجاد منظومة دينية تحصينية تتبناها جهة مسؤولة ضد ظاهرة الإلحاد لمواجهة الانحرافات وتحديد نقاط الضعف وأسباب الإلحاد عن طريق وضع برامج تحصينية وبرامج تعديلية لذلك  .
2.    التأكيد باستمرار على عقد الندوات والحلفات النقاشية لمواجهة الإلحاد للشباب في الكليات والجامعات برعاية المؤسسات العلمية وبالتعاون مع المؤسسات الدينية والعتبات المقدسة .
3.    لابٌدّ من وجود الاتجاه المعاكس للطالب والاستاذ الجامعي المحصن بالفكر والمعرفة .
4.    التشجيع على اجراء ابحاث و دراسات تطبيقية وعملية تتناول موضوع الإلحاد وأسبابه وآثاره الاجتماعية على واقعنا العراقي وتحديد العلاجات اللازمة للحدّ من انتشاره  والقضاء عليه ، وتقديم سيرة لبعض الشخصيات البارزة التي هجرت الإلحاد من خلال اعداد الدراسات عنهم .
 

 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر