أسر الارهابين في مراكز الاحتجاز ...آليات التحصين والاندماج
2020-06-25
ندوة افتراضية اقامها قسم الدراسات الاجتماعية
أسر الارهابين في مراكز الاحتجاز ...آليات التحصين والاندماج
بيت الحكمة قسم الدراسات الاجتماعية
بالتعاون مع وزارة الداخلية ومؤسسة العراقة للثقافة والتنمية
رئيس الجلسة :أ.دسلام عبد علي العبادي
مقرر الجلسة : أ.م.د سهاد عادل جاسم
يوم الخميس 25 حزيران 2020 الساعة التاسعة مساءا بتوقيت بغداد ، وعلى برنامج ZOOM MEETING
ابتدأت الورشة على بركة الله بأفتتاحية مقدمة من رئيس الجلسة الاستاذ الدكتور سلام عبد علي العبادي عضو الفريق الاستشاري في قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة وقد قدم استهلالاً لآليات الاندماج ومخاطرها وتأثيرها على المجتمع والتعامل مع عمليات الادماج والاندماج في المجتمع علي مستوى عال لان من بين العشرين الف ارهابياً المحتجزين في العراق هنالك .
المتحدث الاول :اللواء باسم كريم موسى – معاون مدير عام الاستخبارات ومكافحة الارهاب /وزارة الداخلية وقد شارك بالورقة الموسومة (تجنيد النساء لتنظيم داعش وأثرها على السلم الاهلي والدولي) .
تركزت أفكار الورقة في عدة نقاط اهمها :-
*. ظاهرة التجنيد ظاهرة مركبة ومعقدة في آن واحد
تنظيم داعش اخذ صبغة عالمية واصبح عابرا للحدود والقارات مما ولد ازدواجا في المعايير والقرارات الدولية وتباين في وجهات النظر للتنظيم جراء الثقافات المختلفة، وعليه اختلفت دوافع التنظيم من بلد الى آخر بحكم الثقافة والحضارة والأرث الاسلامي، والاخير يحتاج الى العديد من المراجعات لكونه ساهم في الفكر المتطرف للتنظيم وبات الانجراف لهذا التنظيم مشكلة عالمية فهناك العديد من الطبقات الميسورة التي التحقت جراء الكسب الايديولوجي لهم .
*. ظاهرة تمس السلم الاهلي والدولي
اختلفت دوافع التجنيد من بلد لآخر فهناك الدوافع الانتقامية والتي تعد غير مؤهلة ايديولوجيا او من اجل البحث عن الهوية المتطرفة او من اجل الشهرة والتقييم الحالي للتهديد على مستوى العراق والشرق الاوسط لازال قائما ولازالوا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة ولانستثني ان البيئة العراقية حاضنة للافكار المتطرفة فهنالك 8000 عائلة من النساء والاطفال ترفض اعادة التأهيل اضافة الى 40 الف عراقي في معسكر الهول في الحسكة من أصل 100 الف نازح .
*. العنصر الاساس والعامل المشترك هو النساء
بات التنظيم يمتلك قدرات عالية فهناك مايقارب 560 امراة تم اسرها فقط عند تحرير الموصل واغلبهم اجنبيات ومايقارب من 1262 طفل اجنبي في مخيمات النازحين بالموصل تم اعادة بعضهم الى بلدانهم الا ان الاتحاد الاوربي رفض استقبالهم، ادت برامج الادماج المحدودة وغياب البرامج الحكومية الى تمسكهن بتطرفهن المعلن وصعوبة ادماجهن مما انتج آثار اجتماعية ونفسية ادى الى انغلاق فكري وتعصب عنيف وعدم قبول الآخر رغم تمتعهن بالميزات العلمية والتركيز العالي من النزعة المتطرفة.
المتحدث الثاني:الدكتورة انصاف كامل منصور الطالقاني من منظمة العراقة للثقافة والتنمية وقد شاركت بالورقة الموسومة (آليات مقترحة لدمج أطفال واسر الاهابين في المجتمع العراقي).
ابرز ماتم تناوله:
* تشكل الاسر وبالاخص الاطفال مصدر تهديد ملح وفعلي على السلم الاهلي والمجتمعي لذا توجب اعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع من جديد، علما بأن نشأة الاسر الداعشية كان عقائديا وعسكريا.
* سكنت الاسر الداعشية مخيمات صحراوية معزولة امتدت من الفلوجة الى الموصل تفتقر الى الحد الادنى من الحياة الانسانية والى حرية الحركة والتنقل وحرموا من المدارس والعمل والعيادات الطبية.
* انعدام التأهيل الاجتماعي والنفسي لأسر الارهابين في المخيمات واطفال داعش مما سيهيأ التربة الحاضنة لتأجيج العنف والرغبة بالانتقام ويشكل تهديدا مباشرا للمجتمع العراقي.
*المتحدث الثالث : ا.م.د.ميسم ياسين عبيد من كلية التربية للبنات في جامعة بغداد وا.م.د. نوري سعدون عبد الله من كلية الادآب في جامعة الانباروالباحثة مها كريم علي من كلية التربية للبنات في جامعة بغداد وقد شاركوا بورقة عمل بعنوان (التأهيل المجتمعي لأسر الارهابين)
ابرز ماطرحه الاساتذة في الورقة العلمية
* يؤدي العزل المجتمعي في مراكز الاحتجاز الى تفاقم الحقد على الدولة والمجتمع وزيادة الشعور بالتهميش المتعمد من قبل الدولة، وتعد عملية تأهيل المدانين بالارهاب عملية حساسة وشديدة الاهمية ودقيقة وعدم اتقانها بشكل وبآخر سيؤدي الى ممارسة المحتجز الى سلوكيات خارجة عن قواعد الضبط الاجتماعي.
* سجلت الاحصائيات لعام 2019 ان عدد الاسر الموجودة في المدينة السياحية في الحبانية يبلغ 1207 اسرة فيما كان عدد الافراد 7042 فرد وهذا ينذر بخطر على المجتمع ومشكلة كبيرة تهدد الاستقرار المجتمعي يصعب حلها.
*الاطفال المدانين بالارهاب لابد من احتوائهم واستيعابهم من اجل القيام بعملية التأهيل ومنحهم فرصة ثانية من اجل العراق فهم بحاجة الى رعاية خاصة والى تأهيل نفسي واجتماعي وديني ومساعدات مالية ومعنوية وتعليم في المدراس وجهود تربوية ومربين واطباء واجتماعيين لتلافي خلق جيل جديد من تنظيم داعش.
* التاهيل المهني اثناء فترة الاحتجاز يساعدهم على الاندماج فالعمل سيبعد عنهم الوصمة الاجتماعية نفسيا وذلك من خلال اشراكهم في ورش للخياطة والنجارة والحدادة والطبخ واستغلال قدراتهم واستنفاذ طاقاتهم.
* الارهاب ترك اثار عميقة من الصعب القضاء عليها في وقت قصير، وللارهاب انعكاسات كثيرة تؤثر على التنمية الاقتصادية والبشرية وتؤثر على الدولة باكملها، كسلب الامن الانساني من خلال خلق الازمات الاجتماعية كالعنف وغيرها وترويع الناس والقتل والذبح والتعليق على اعمدة الكهرباء وعمليات تهجير ممنهجة بين المحافظات او الى خارج البلاد فقد بلغت معدلات البطالة من 3-4 ملايين نازح في عامي 2014و2015.
* استعراض تجارب مجموعة من الدول في مكافحة الارهابين والاستفادة من تجاربهم كنموذج(ان هاوس) الدنماركي والذي يقوم على التكامل بين التأهيل الحياتي والوظيفي للاندماج من خلال عملية ثلاثية الجوانب تهدف الى نزع العنف والتطرف والارهاب ومشروع (حياة) الالماني والذي يرمي الى اسلوب الاحتواء من خلال توفير فرص العمل والدراسة وابعادهم عن الاغتراب المجتمعي الذي يدفعهم للتطرف والانضمام للارهاب وتجربة الجزائر عربيا والتي اصبحت تجربة يعتمد عليها في نبذ العنف واخراج الارهابين من البلاد وطورت تجربة جزائرية الى جزائرية افريقية.
الاستنتاجات :-
1. لايوجد نهج واحد ثابت ومناسب يمكن اتباعه في دمج وتأهيل نساء اطفال الاسر الارهابية في مراكز الاحتجاز في السجون .
2. تتخلل عملية إعادة التاهيل في كل تجربة يتم خوضها نجاح وفشل وهذه تعتمد على مقاييس تم اعدادها لهذا الغرض الهدف منها ازالة نزعة التطرف او فك الارتباط الذي يستهدف نزعة السلوك المتطرف، مما يدلل على عدم نجاح النهج الواحد للجميع، وهذا بحد ذاته يعد وصفة ناجعة جاهزة يمكن تقديمها للحكومات اثناء وضعها لبرامجها.
3. اننا نتعامل مع قضية انسانية بحتة عندما نقوم بعملية الادماج وتعد بمثابة حجر الزاوية للتصدي للارهاب وعملية الغربلة تجتاحها العديد من الشكوك والمحاذير والاستفهامات مما يستدعي الاسراع في وضع مشاريع عاجلة قابلة للتنفيذ الآني لازالة الافكار المتطرفة تكون من ضمنها برامج نفسية ودينية وأخرى متخصصة لاشبال الخلافة بأعتبارهم قنابل موقوته على مستوى البلد.
التوصيات والمقترحات:
1- ضرورة تمتع القائمين على برامج الدمج والتأهيل بالمهنية ومن ذوي المهارات المتخصصة لكونهم يتعاملون مع اشخاص ليس لديهم ثقة كبيرة بالسلطة .
2- تشريع قانون خاص في مجلس النواب يعمل على تجريم اي فعل طائفي متطرف او فكر متعصب يعمل على تهديد امن المجتمع واسقراره.
3- إعداد مناهج دراسية خاصة تتناول قيم التسامح والتعايش السلمي ونبذ العنف.
4- لتجنب مقولة ( الحلول تصطدم بالواقع) نحتاج الى تعاون القطاعات المختلفة لانجاح هذه الحلول نحتاج الى مؤسسات الخدمة الاجتماعية والمؤسسات التعليمية والامنية ومؤسسات المجتمع المدني للقيام بعملية الارشاد ودعم وتنفيذ البرامج المقترحة فأننا فعليا نخوض في مجالين وليس واحد الاول هو اطفال تنظيم داعش والثاني هو أسر الارهابين.
5- اعداد ستراتيجية وطنية عراقية شاملة بميزانيات متخصصة من قبل خبراء تربويين ونفسيين للوقوف على اصل هذا التجنيد وماهيته من اجل اختيار الاسلوب التنفيذي ضمن سياق زمني يتم اعداده ضمن الاستراتيجية.
6- ضرورة تعاون وزارة الداخلية مع اقسام الاجتماع في الجامعات العراقية والاستعانة بالاكاديمين لوضع دراسات مستقبلية للادماج من خلال دراسة حالات المحتجزين من النساء والاطفال.
7- الاعتماد على النموذج الدنماركي والالماني عند وضع برامج وطنية مهيأة للتنفيذ .
8- الانتباه الى مسألتين مهمة قبل وضع الخطط والاستراتيجيات وهي آليات التعامل مع أرهاب متأزم وكيفية ايقاف تدفق الارهاب الخارجي ونحتاج الى مرافقة التخطيط العمراني جنبا الى جنب مع التخطيط الامني للقضاء على الارهاب واعادة بناء المدن وتطويع الاطفال لهذا العمل لانهم دربوا على التحمل والصبر عسكريا.
|