المُنجز العلمي لأساتذة الآثار والتاريخ في الجامعات العراقية

2019-04-29

المُنجز العلمي لأساتذة الآثار والتاريخ في الجامعات العراقية

ندوة اقامها قسم الدراسات التاريخية


يرتهن العلم - بشتَّى معارفه وحقوله - بما يبذله العلماء من جهودٍ متواصلة أثمرت عن منجزاتٍ علميَّةٍ انتفعت بها البشرية وأضافت أبعادًا معرفيةً مُهمَّةً في بناء الحضارة وتشكيل خارطة الثقافة العربية.

ضمن السَّعي الجاد لقسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة، بتكريم أساتذة وعلماء الآثار والتاريخ الكبار في الجامعات العراقية، ممَّن توفاهم الله (سبحانه تعالى) أو مَن أُحيلوا على التقاعد، حيث أقام القسم الاحتفالية الأولى ضمن هذا المشروع، الذي من خلالهِ نحاول أنْ نُحرِّض على التميز والتفوق، حيث يُعد التكريم بحدِّ ذاتهِ دعوةً صادقة لاستمرار الجهد ومواصلة العطاء أو تثمين ما قدَّمه المُبدع من عطاء، كما يمثل التكريم استثماراً ذكياً في طبقة المبدعين والمميزين والروَّاد الذين بدورهم يحققون التنمية الشاملة والرُّقي في البحث الأكاديمي الرصين. ويأتي هذا الدور مترافقاً مع باقي أقسام بيت الحكمة، لكي تتكامل الجهود من أجل تحقيق الهدف المنشود وهو نشر العلم والمعرفة, وتعريف الأجيال بالـمُنجَزات السابقة, وتجلية الإضافات المعرفية للمُكرَّمين في كلِّ حقل.

ويتضمَّن برنامج التكريم مجالين: الأول للعلماء الأحياء، والثاني مخصص لمن انتقلوا إلى رحاب ربِّهم من علماء الآثار والمؤرِّخين العراقيين.

وبناءاً على ما سبق، أقام قسم الدراسات التاريخية ندوته العلمية الأولى الموسومة: (المُنجز العلمي لأساتذة التاريخ في الجامعات العراقية)، صباح يوم الأربعاء الموافق 27/3/2019م، على قاعة مؤتمراتهِ، احتفاءً بالأساتذة الأفاضل: أ.د. إبراهيم خلف العبيدي، أ.د. مرتضى حسن النقيب، أ.د. ناجي حسن (رحمهم الله تعالى). وقد حاضر فيها كلٌّ من:

- أ.م.د. إسماعيل طه الجابري (رئيس الجلسة).

- أ.د. محمود عبد الواحد القيسي (كلِّية الآداب – جامعة بغداد).

- أ.م.د. جمال هاشم ذويب (كلِّية الآداب – جامعة الأنبار).

- أ.م.د. حيدر محمد الكربلائي (كلِّية العلوم السياحية – جامعة كربلاء).

هؤلاء الذين يُعدون من خيرة طلَّاب أساتذتنا الكبار، حيث عرضوا بدورهم للسيرة الذاتية لأساتذتهم، معرجين على المُنجز العلمي لهم واستعراض أبرز نتاجاتهم ومؤلَّفاتهم الفكرية بالدَّرس والتحليل والتثمين. ليتم اختتام هذهِ الندوة العلمية بتقديم دروع تكريمية لممثلي الأساتذة المُحتفى بهم، من عوائلهم، قدَّمها سيادة رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة.

وفي نسختها الثانية، جدَّد قسم الدراسات التاريخية إقامة احتفاليته وندوته العلمية ضمن هذهِ الموضوعة، لتُكرَّس أغلبها نحو الاحتفاء بعالمات الآثار العراقيات. ليستمر رافد الوفاء متدفقاً من بيت الحكمة ليروي أرواحاً حلَّت في رحاب بارئها، وكانت قد قدَّمت للعراق علماً نافعاً، وجهداً بحثياً وآثارياً امتزجت فيه حبات العرق المتصبب من الجباه مع تراب الوطن لتستخرج لُقىً وآثاراً تمثل عُمق التاريخ العراقي وحضارتهِ.

لهذا فقد التقينا هذا اليوم الاثنين، الموافق 29/4/2019م، لنحتفي ونُكرِّم ثلاث عالمات آثارٍ رحلنَّ عنا في شهرٍ واحد، وهنَّ الأستاذات: الدكتورة مهاب درويش البكري، الدكتورة بهيجة خليل إسماعيل، الدكتورة لمياء الكيلاني (رحمهنَّ الله تعالى). ولنُكرِّم أيضاً الأستاذ الدكتور صبري فالح الحمدي (رحمه الله تعالى) رئيس مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية السابق. حيث شارك في هذهِ الندوة العلمية كل من الباحثين:

- أ.م.د. ليث حسين (رئيس قسم الآثار – كلِّية الآداب – جامعة بغداد).

- الأستاذ عباس القريشي.

- أ.م.د. نزار علوان عبد الله (كلِّية التربية – الجامعة المستنصرية).

- د. انتصار أحمد حسن.

وهكذا يكون للتكريم طعمٌ وتأثيرٌ عندما يأتي بعد تحقيق الإنجاز ويتحقَّق أثناء حياة الشخص المُكرَّم أو بعد مماتهِ على حدٍّ سواء. إنَّ هذا التكريم على مستوى مؤسَّسة بيت الحكمة هو دلالة على وجود فرص وحوافز وأنَّ من يمتلكون المواهب والقدرات تتوفر لهم بيئة مشجِّعة، ومجتمع داعم وقيادة، تدعم، وتُقدِّر، وتنتظر النتائج التي تخدم الوطن. ومن أجمل ملامح هذا التكريم وجود عنصر المفاجأة الجميلة، وعدم الإعلان مسبقاً بطريقةٍ إعلامية قد تميل إلى الجانب الدعائي، وقد تؤدي إلى إيجاد توقعاتٍ عالية لدى الناس، ثمَّ قد تأتي النتائج أقل من تلك التوقعات. في تكريم هذهِ النُخبة من العلماء جاءت الإنجازات لتتحدث عن نفسها، وهذا هو المبدأ الذي يجب أنْ نتبعه في تقديم المشاريع والخطط. وهذهِ نقطة إيجابية تُحسب لبيت الحكمة.

إنَّ تكريم بيت الحكمة للعلماء من الآثاريين والمؤرِّخين ليفتح الباب أمام المجتمع ككل وخاصةً المؤسَّسات الإعلامية لتسليط الضوء على العلماء المُكرَّمين والتعرف على تجاربهم، ومشوارهم وما مرَّ بهم من صعوباتٍ حتَّى توصلوا إلى ما أنجزوه من نتاجاتٍ علميةٍ رائدةٍ في حقل اختصاصها.

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر